لسان حال أبرياء أزواد العزل ‘ليت ذات سوار لطمتني’

ليت وهل ينفع شيئا ليت هكذ قالها الشاعر العربي يوما وهكذ يرددها بسليقته كل أزوادي يرزح تحت وطأة ظلم واستبداد الحكومات المالية المتتالية بسياق ليت بلادا بوع فاشتريت

ومهما تكن الذرائع فما نقموا منهم إلا أن عمروا لأسرهم تلك الفيافي والقفار الخاوية التي كانت يوما ولا تزال مرتعا لمواشي أجدادهم الذين كانوا يتتبعون الأعشاب بقطعانهم فوق أرض توارثوها  كابرا عن كابر لتأمين الكلأ والماء الشروب لتلك المواشي بطبيعتهم التنموية ومن سخرية القدر أن يدفع هؤلاء الأحفاد ثمن أحقاد دفينة لأولائك الأوغاد فيا ترى هل على نفسها جنت براقش أم أنها جناية أبي علي وما جنيت على أحد كما قال الفرزدق الذي زعم أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع... 
ففي اليوم الأول لبداية التدخل الفرنسي في شمال مالي " أزواد " انطلقت باتجاه بلدة ( جبلي ) التي ارتبط اسمها بقتل التسعة عشر داعية من ضمنهم ثمانية موريتانيين والبقية برابيش وكلهم تبليغيون عابرون من موريتانيا قاصدين مركز الدعاة في ( باماكو ) قبل أشهر، إلى تلكم الدائرة المشؤومة عليها دائرة السوء انطلقت دورية هذه المرة في الحادي عشر من الشهر الماضي بعيد استيلاء أنصار الدين عليها ضمن حملة [سيرفال] والدورية كانت مشتركة بين ‘القطط الوحشية ’ الفرنسيين ‘والكلاب البرية ’ وهم الماليون فتقدم جيش مالي ويشمل ستة أفراد عرب من أطقمه بوصفهم أصحاب خبرة في مداخل الأرض ومخارجها؛ وانتهزوا فرصة غفلة وتأخر الفرنسيين عن رتلهم فصفوهم عن بكرة أبيهم طبقا لشعار جيش مالي في حقبة الستينات وحتى التسعينيات من القرن الماضي { كو كاجي } وهو ما يعني بكلام البمبارا : فلننظف ولا نذر بقعة - وهو ذات الشعار الذي تبنته من بعدها أذيال تلك الكلاب ميليشيات ال ( كاندا كوي ) وال (كاند ايزو) التابعتين للجيش اليوم والتي أعاد تأهيلها النائب البرلماني عن ‘ تمبكتو’ الحاج باب حيدرا الذي اسمه الحقيقي سند ولد محند الحسن الذي اشتهر بعدائه وكراهيته الشديدة للعنصر العربي لإعتباره إياهم مسترقين لأسرته مما عفى عليه الزمن- وعندما وصل القطط الفرنسيين إلى رتل الكلاب الماليين سألوهم عن الستة جنود ذوي البشرة المغايرة فأجابوهم دون أن يتنبهوا لعربي أسود اللون في الصف بأن قد لاذوا بالفرار ليلتحقوا بالمتمردين وأصرها أخونا الخذري في نفسه حيث نجاه جلده لينجو بعد ذلك بجلده كي يكشف الحقيقة للفرنسيين بكل سرية ويتصل أيضا على ذوي الضحايا ليخبرهم بالفاجعة وليعزيهم في مصابهم الجلل،أما الجيش الفرنسي فيستأنس بقيامه لمهته على أكمل وجه وأنه لايقوم بجرائم ضد الإنسانية فهو بذلك لا يتحمل جريرة غيره ممن يقومون بإبادات شاملة تحت ظل غطاء مسحه الجوي وأمام عربات زحفه البري على الأرض كل ذلك التغاضي كي يحافظ على رونق الثقة المتبادلة لمهنية التعامل مع الشريك في حالات التدخلات العسكرية في حين لم يدركوا أنهم قد أبدوا لهم الوجه الذي من قبله الرحمة ومن باطنه هناك سيفتح عليهم تلقائيا باب الجحيم المتمثل في انتظارهم العذاب الذي هو أشد من وقوعه وقد بدأت بوادره تلوح في الأفق بعد التصريحات الفرنسية الرسمية بنجاح مهمتهم ونيتهم الرحيل في أواسط شهر مايو أيارالقادم وعمليات غاوا مؤخرا، ليتركوا الأفارقة والماليين وشأنهم في تلقي الضربات المفاجئة والموجعة ويتعرضوا بعدها للعمليات النوعية والإنتحارية، ولتتقوقع مالي في أتون حرب الإستنزاف وهو الوجه الحقيقي لحرب العصابات . 
وفي اليوم الرابع لإنطلاق حملة [سيرفال] هذه عندما قصفت الميراج مدينة (كونا) وبلدة (جبلي) فتقهقرت حينها الجماعات المسلحة بانسحابها من المدن مخلفة خلفها الوجه الحقيقي للحروب الإفريقية بعد أن خلا لها الجوّ خاصة بعد قصف الفرنسيين لأطلال قيادات القاعدة في تمبكتو مع سيارة رباعية الدفع عند البوابة الغربية قادمة من عملية (جبلي) حيث تفحم فيها أربعة أشخاص وعندها صب الجيش المالي وأذنابه المواطنون السود جام غضبهم على العنصر الأبيض عدا النزر القليل والذي تم تنقيته فيما بعد شيئا فشيئا وليتم قتلهم بصمت مطبق ويترك لهم الفرنسيين عنانا مطلق ويدفن منهم من دفن في الأدغال أوفي التلال ليرحلوا عن شقاء هذه الدنيا التي لم يمتهنوا فيها عدا التجارة المتنقلة والمجمعات التجارية إضافة المحلات التجارية في الأسواق أو الإنشغال بتدريس أحداث السن القرآن الكريم وفقه الفروع ولغة الضاد في المحاظر االأهلية. هذ وتنهش الكلاب المصعورة أجساد الأبرياء الهزيلة في حين أن [سيرفال] القط الوحشي -الذي عرف عنه كثرة تبوله في الدقيقة- ليتمكن من التعرف على محيطه-  منهمك في التعرف على طبيعة مخابئ الإرهاب الذي اختفى فجأة كالشبح وتركهم كحاطبا بليل إذ لا يمكن تصور أنه من الحكمة تتبع شخص ما لآخر رماه بحجر في ليل حالك الظلمة بمكان بهيم وآوى إلى ركن شديد ليستقطبه إلى ما هو أشد؟؟... 
   إلا أنه لكل وجهته في طريقته لمكافحة ما يسمى بالإهاب رغم التجاوزات. 
ويأتي اليوم السابع والجيش المالي في (سيفاري) المتعطشة لدمائنا – مركز إعادة تأهيل المليشيات – حيث لجأت إليها المليشيات التابعة للنظام المالي بعد سقوط الشمال (كاندا كوي) و(كاند ايزو) على نمط الجانجويد السودانية بل هي أرحم منها بكثير ففي نظرها أنه قد آن الأوان أن تقوم بدورها المتمثل في الإبادات الجماعية للبيض في الشمال ونهب ممتلكاتهم ومحو أثرهم في الوجود ولكن يد الله فوق أيديهم، ومن هناك شرعت بالقضاء على كل من اعترض طريقها من غير ذوي بشرتها السوداء اللون حتى ولو كان فولانيا أسمر اللون مما أدى إلى القضاء على تسعة من العرب والطوارق في بلدة (فتوما) وخمسة في (كونا) وسبعة في (فويتا) وأحد عشر في (دوانتزا) منهم من عطل بهم الآبار ومنهم من نكل بهم على سواء ومنهم من أحرقت جثثهم حرقا بالبنزين المشتعل أحياء مكبلين ويالرحمة البوذيين لأنهم لا يحرقون إلا جثث موتاهم في إعتقاد أن في ذلك تطهيرا لأرواحهم،وهؤلائ يحرقون الناس أحياء يستعطفون. إضافة إلى خمسة وثلاثين مقتولا في (كوسي)لم يواروا الثري وعدد آخر يناهز ذلك في (همبري)، ناهيك عن الكثير والكثير من أهل البوادي الرحل الوافدون إلى المدن لشراء المؤن الغذائية والعدة الروتينية لأهليهم جهلا منهم بالزعزعة الأمنية فهم لا يعلمون أن الذاهب إلى المدن مفقود والعائد منها مولود ولايزال في نظر أهليه مفقود لأنه خرج ولم يعد ؟؟!. 
- وكل تلك التصفيات العرقية والمجازر الجماعية في حق شعبنا البريء الأعزل التي يقوم بها الجيش المالي الجبان وميليشياته الغدارة على مرأى ومسمع من حكومات العالم والحكومة الفرنسية بشهادة جيشه على الأرض مما حدى بنا أن نهيب باسم مجتمع عرب شمال مالي خاصة بصفتهم المتضرر الأكبر بشريا وإقتصاديا وباسم مجتعات الشمال الثلاث فولان طوارق وصنغاي عامة نهييب بكل من له قلب ينبض بحس الشعور أو عقل يدرك ممن ألقى السمع وهو شهيد أن يقول لا مساس فلم يعد بإمكان البيض التعايش مع الزنوج في شمال مالي دون حل جذري بل لا مناص عن الإنفصال الكلي عن المستعمر الحديث القديم فلو كان يرجى فيهم خيرا لما قاموا بتصفية السيد/محمد الأمين ولد حمودي المدير العام لمنظمة السلام والوئام والتنمية في مالي مدير مدرسة النور المبين الثانوية المزدوجة التعليم الذي أفنى فيه ثلاثة عقود من الزمن بعد تأسيس والده المرحوم حمودي ولد الشيخ للمدرسة الوحيدة في تمبكتو فقتلوه ومساعده المرافق له محمد ولد التجاني قبل زيارة فرانسوا هولاند بيوم ولم يشفع له أنه وباسم منظمته الآنفة الذكر تمكن من تهريب عشرات الضباط الماليين من جيش ودرك وحرس عشية سقوط تمبكتو وتخبيئهم في فصول المدرسة وفي ملحقات أخرى ليطعمهم ذبائح الخرفان والدواجن مدة أسبوع وموه السائلين عنهم وهم ممن يكنون له التقدير والإحترام بأنهم وفود إدارات التعليم الأساسي إلى أن تسلل بهم في سيارات مستأجرة وفي سيارته ليعبر بهم ضفاف النهرمن جهة (نيافونكي) إلى وطنهم الأم مما أدى إلى إنزال أنصار الدين للافتته وحرقها ،والحق ما شهدت به الأعداء،كل ذلك لم يشفع له بل قتلوه لأنه يدير صرحا تعليميا يساهم في توعية هذا الشعب المغلوب على أمره تماما كما فعلوا بمدير معهد أحمد باب التمبكتي سيداعمر الذي قتلوه أمام أسرته بداية تسعينات القرن الماضي هذا بالإضافة إلى شيخ طاعن في السن اسمه ابراهيم من السكاكنه يطلق عليه لقب اكماش ممن يترددون على مدير مدرسة النور المبين فتصادف مع مجيء الدورية وسحبوه معهم إلى نفس المصير؛ 
ولم يندمل جرحنا منهم حتى فجعنا أسبوعا بعد ذلك أو أقل بقتل محمد العربي ولد الشيباني من تجكانت وهو من الدرك الوطني وحدة سيكو فرقة نيونو تحت رقم التعريف 284 استلم راحة طبية ليقضيها عند أهله أهله في مخيمات لجوء امبرة بموريتانيا وعند وصوله مدينة النوارة الحدودية أقتيد إلى مكان مجهول على يد مسؤول الدرك في النوارا واسمه امبارك. 
ولم نلبث غير بعيد حتى نعينا مجموعة سبعة أشخاص كلهم شيوخ عدا إثنين ألبسوهم زيا عسكري عنوة لأمر ما!! والمجموعة هي : 
عالي ولد كبادي إيعشي 
محمود ولد احمد عثمان بيتاري 
محمد ولد احمد ولد الراضي من أهل اعلي منا 
شقيق له كذلك من أهل اعلي منا 
محمود ولد اغليليب من اسكاكنا 
محمد ولد محمد الأمين من اهل البيتار 
سيد احمد ولد باي غيلاني 
والقائمة تطول بسكان الضواحي فكل هؤلاء من سكان مدينة تمبكتو فهم مشهورون ومعرون بخلاف أهل البوادي فلهم الله فهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين . 
  
ذ. محمد محمود بن أحمد سالم / نائب الأمين العام لتحالف عرب"أزواد" شمال مالي