فقيه موريتاني : التبرع للرياضيين جائز لكن فقراء البلد أولى بتلك الأموال

قال الفقيه محمد يسلم ولد محفوظ إن التبرع للفائزين في كل مجال جائز أمر مشروع لكن فقراء موريتانيا هم الأولى بتلك الأموال وقال ولد محفوظ في فتوى نشرها على صفحته على الفيس بوك ردا على سؤال عن حكم التبرع للمنتخب الوطني

 

أظن أن المنتخب أحوج إلى إدارة صالحة تدير أموال الدولة واقتصادها الهائل الذي لو تم تسيير قطاع واحد منه تسييرا سليما لاستغنت موريتانيا فضلا عن المنتخب الوطني فما دام الفساد ينخر في جسم الدولة لن يستفيد البطل استفادة ترقى به إلى أداء دوره المنوط به.

وكم في موريتانيا من الفقراء والمرضى والأميين..وأين المستشفيات ووزارة الصحة وأين وزارة الاقتصاد وأين وزارة التعليم ..

وانظر كم سكان موريتانيا وكم مساحة أراضيها وكم ثروتها الهائلة (البحر+المعادن :النفط والحديد والماس والذهب +الزراعة والثروة الحيوانية..)

أرجو أن نقوم بحملة تبرع للمرضى في المستشفيات والفقراء في الأكواخ والمعلمين لأدوابة.. مع أن تشجيع الفائزين في كل مجال جائز مشروع.

ولد سيد المصطف : تم التعامل معي بطريقة غير أخلاقية

قال وزير العدل الموريتاني السابق ومستشار الرئيس المقال يحي ولد سيد المصطف إن الطريقة التي تم التعامل بها معه كانت مستفزة وغير أخلاقية، وخرجت عن الأطر القانونية والحقوق الدستورية المكفولة لكل طرف إلي الاستهداف الشخصي.

وقال ولد سيدي المصطف في مقابلة مع وكالة الأخبار اليوم الأربعاء 25-11-2013  إن ابلغ بالإقالة من مدير الديوان ولم يبلغ بها من طرف الرئيس كما جرت العادة في مثل هذه الأمور، كما أنها اشفعت بتصرفات غير أخلاقية.

وأضاف" ما حدث في كرو لم استشر فيه رغم أنه مسقط رأسي، كما لم يستشر فيه أهل الحل والعقد في المقاطعة، لا في الترشيحات المتعلقة في البلدية أو النواب، وقد كان للناس موقف معروف ونفور كبير من أحد المرشحين، لأنه منذ تولي المنصب لم يزر المقاطعة ولم يدافع عنها".

وخلص إلي القول " من الطبيعي جدا أنني لم أبذل أي دور ليحصد المنصب، لأنني لم استشر في الملف منذ البداية، وكانت لدي انشغالات أخري بسبب الحملة الانتخابية التي كنت طرفا فيها بوصفي مرشحا لمجلس النواب".

وقال ولد سيد المصطف أن المنطقة لا يوجد فيها سد منيع بين الأغلبية والمعارضة، والبعض يلجأ للمعارضة في حالة الغضب، وقد فشلت لائحة الحزب وبفارق كبير، وهو ما أغضب الرئيس.

وقال ولد سيد المصطف إن ما حصل تنقصه المهارة والكياسة خصوصا وأنه مس شقيقه في نفس اليوم (المختار ولد داهي) مما اعطي صورة سلبية عن القرار.

 

تعامل غير أخلاقي

 

وقال ولد سيد المصطف إن قرار الإقالة اشفع بتصرف آخر هو اتصال الوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف بالمجلس الدستوري طالبا منهم عدم تمرير القرار الذي طبعت مسودته بشأن فوزه بمقعد في اللائحة الوطنية.

وأضاف" أختار أن يسمعها الوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف .. لقد اتصل بهم هاتفيا وهم في جلسة جماعية وأبلغهم بأن تمرير يحي ولد سيد المصطف أمر غير مقبول خصوصا وأنه أقيل يوم أمس فقط".

وأكد المستشار أن أعضاء المجلس لم يحملوا الأمر علي محمل الجد، غير أن شخصية أخري اتصلت بهم وقالت الكثير من الكلام الذي لا يليق بالقائل أو المقال لهم، وقالت لهم وهم في جلسة مشتركة كذلك بأن صعود يحي ولد سيد المصطف إلي البرلمان أمر مرفوض وخط أحمر، مهما كانت التكاليف.

وأكد أن المعطيات المتوفرة لديه تقول بأن اللجنة المستقلة للانتخابات طلبت الملف من المجلس الدستوري وكأنها غرفة عليا، في تصرف مشين وغير مقبول.

 

 

غضبة أخري

 

وقال يحي ولد سيد المصطف إن المجموعة التي اعتمد عليها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أو فرضت نفسها عليه فشلت في كل الدوائر المحلية بمقاطعة، رشحت في بلدية "أويد أجريد" وخسرت الصراع، ورشحت في الغايرة وخسرت أمام حزب "تواصل"، ورشحت في كرو وخسرت أمام حزبي الفضيلة وتواصل، رغم مكانة المرشح الذي قدمته وطيبوبته لكن لسوء الإخراج الذي قاموا به.

 

وقال المستشار المقال إن استهداف كرو من مجمل المقاطعات أمر غريب، خصوصا وأن وزراء الرئيس ساندوا لوائح في كيهيدي والمذرذرة والحوض الشرقي والمجرية، لكن هنالك كيل بمكيالين .

 

وقال يحي ولد سيد المصطف إن كرو سكن فيه أربعة وزراء طيلة الحملة وهم يمررون علي آذان الناس أن أموالهم ناتجة عن تبييض الأموال أو من مصادر مشبوهة في اساءة بالغلة لسكان المقاطعة.

 

وخلص للقول " اذا عين شخص يجمعنا معه "لحاف" أو رابط ما كوزير أول هل يعني ذلك أن قرارنا انعدم وإرادتنا تصادر بهذا الشكل الغير مبرر؟.

 

وقال ولد سيد المصطف إنه لم ينتم لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية رغم فترته في الرئاسة، وإن ما تورط فيه الرئيس وبعض معاونيه لن يحل الأزمة بل سيزيد الطين بلة.

 

وذكر يحي ولد سيد المصطف أنه تلقي اتصال من بعض الجهات العليا يطلب منه سحب لائحة حزب الحراك بكرو، فقال لهم بأن أصحاب اللائحة لن يسحبوها، وإنه مشغول عن الصراع الجاري بكرو، كما أن حزب الحراك بذاته هم من أسس ويمكنهم أن يعطوه الأوامر لسحب لائحته التي أودع بالمقاطعة.

 

واعتبر ولد سيد المصطف أن ولد عبد العزيز خدمه بهذه التصرفات أكثر مما أهانه أو اضر به، بفعل  نوعية القرارات المتخذة من قبل الرئاسة والحكومة والمجلس الدستوري واللجنة المستقلة للانتخابات.

ولد بلخير فى مقابلة مع القلم الفرنسية

فى مقابلة مثيرة مع القلم الفرنسية ، قال مسعود ولد بلخير إنه حزبه ما زال ينتظر اعتذارا رسميا "عن تجاوزات قوي الأمن من جهة ومعاقبة الضابط الذي أقدم على المساس بنائب نواذيبو من جهة أخرى، كما ننتظر أن يتم الاعتراف معنا بعجز اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الواضح وبحتمية تجريدها سريعا من المهمة".

ودافع ولد بلخير فى المقابلة عن نتائج حزبه فى الشوط الأول قائلا إنها كانت جيدة وتعكس اتساع قاعدة الحزب على المستوى الوطني رغم كل ما شابها من مضايقات وتشويه ومصادرة .

وهذا نص المقابلة:

السؤال - لقد أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بعد تأخر طويل نتائج اقتراع 23 نوفمبر؛ وقد لا تكون هذه النتائج مفاجئة لكم بعد كل انتقاداتكم لهذه اللجنة وللسلطة؟

الجواب على السؤال  - لست متفاجئا إطلاقا بالتسيير الكارثي للعمليات الانتخابية في 23 نوفمبر لأنه قد اتضح سريعا حتى لغير العارفين ولكل شخص يتحلى بأدنى قدر من النزاهة والضمير الأخلاقي والمسؤولية مستوى الكفاءة المخجل والجهل البين والضعف المَرَضي والادعاء المفرط وغياب النزاهة الفكرية غير اللائق لدى "الهيئة" المكلفة بإجراء هذه العملية.

ولم يكن بإمكان أحد ممن شارك في اختيار هذه "النخبة" وهؤلاء "الأفراد من الصنف النادر" أن يتصور فداحة الخطأ وعاقبته المميتة. وبالنظر إلى ما حصل فإن السبعة السبعينيين الذين ذاع صيتهم منذ الاختيار الكارثي سعوا إلى الكسب بشتى الوسائل بما في ذلك المشبوهة بدلا من التركيز على فهم مهمتهم واكتشاف الآليات التي تمكنهم من أدائها على أحسن وجه وفكروا في الحصول على وظيفة جديدة بديلة عن الأولى التي يبدو أنها لم تكن غير سلسة من الخيبات والضغائن والفرص الضائعة.

السؤال - زيادة على هذه الملاحظة ما هو تقييمكم لنتائج حزبكم؟

الجواب على السؤال -  بالرغم من أنها كانت دون ما يمكن أن يتصوره الجميع لو كانت ظروف هذه الانتخابات مختلفة فإن الحزب سجل أفضل نتائج له على الإطلاق لأنه استطاع لأول مرة أن يرشح أكثر من مائة وخمسين لائحة للبلديات وما يقارب ثلاثين لائحة للتشريعيات على جميع التراب الوطني. وفي العموم حصدنا حتى الآن سبعة مقاعد نيابية وهو ما يفوق نتائجنا في الانتخابات السابقة (خمسة نواب) بمقعدين. زد على ذلك احتمال ذهابنا إلى الشوط الثاني من الانتخابات التشريعية في كل من مونكل وبوكي وأطار وباركيول ونأمل في الفوز بمقاعد أخرى.

وفي هذا دليل بالأرقام على أن الحزب يكسب ميدانيا بدلا من الخسران الذي يدعيه البعض من نذر الشؤم. صحيح أننا خسرنا في ظروف غير عادلة بلدية مهمة (ازويرات) وذاهبون للشوط الثاني في سيلبابي إلا أن هذا ليس دليلا على تراجع الحزب الذي لم يسجل قط أفضل من هذه النتائج ولم يكن قط على أحسن مما هو عليه الآن، وهذا ما يفسر جزئيا تكالب الجميع ضده وبالفعل فإن كل الفاعلين يسعون لهزيمة التحالف الشعبي التقدمي بدل الاتحاد من أجل الجمهورية لأن التحالف الشعبي التقدمي هو المرجع الذي يريد الكل التموقع بالمقارنة معه.

إن هذا يزيد من الضغط لكنه يشكل مدعاة حقيقية للارتياح بل للاعتزاز.

إن منتقدينا الذين ليسوا فقط من الخارج بإمكانهم القيام بحملة مضادة حول خسارة مزعومة لأنهم أُبْعِدُوا عن الحملة وعن الترشيحات، لكن من المؤكد أن هذه النتائج كانت ستكون أسوأ معهم لأنهم لم يساهموا منذ وجودهم في الحزب إلا في تخريبه من الداخل بتنفيذهم أو بتشجيعهم لكل المؤامرات التي حيكت ضده بدلا من كسب منتسب واحد أو تقديم أدنى مساعدة مادية أو مالية له أو حتى أدنى فكرة سليمة تخدمه.

لقد أساءت أكاذيبهم كثيرا إلى الحزب وهذه مناسبة وربما تكون الأخيرة لتحذيرهم ودعوتهم للكف إذا لم يكونوا راغبين في العودة إلى ماض لم يعرفوا فيه أي مجد ولا حتى أي نتيجة انتخابية.

وخلاصة القول هي أن التحالف الشعبي التقدمي يتقدم بالرغم من اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وبالرغم من كل المتآمرين من أي جهة كانوا.

السؤال  - ألا تعتقدون مثل البعض أن التحالف الشعبي التقدمي كان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات بترتيبه في بعض الدوائر وراء أحزاب ناشئة كالوئام والحراك والكرامة  وحزب الوحدة والتنمية؟

الجواب على السؤال -  إن الذين يلهثون وراء النتائج الانتخابية بالأرقام يمكنهم اعتقاد ذلك حتى مع احتمال خطئهم، لكن من ينظرون إلى أبعد  وأسمى من ذلك سيؤكدون لكم أن الحزب لم يسبق له قط أن حصد مثل هذه النتائج إلا في هذه الانتخابات التي اعتبرها الجميع رهانا صعب المنال وذلك بالرغم من الكارثة المشينة التي مثلتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات المزعومة التي لم تؤد سوى دور واحد هو محاولة إذلال منتقدها بتلفيقها له نتائج منقوصة. ومن الواضح للجميع كذلك أن الحزب ينفذ سياسته ويقدم مرشحيه على أساس مشروع مجتمعي ثابت وذي مصداقية يجذب أكثر فأكثر المزيد من المناصرين، خارجا عن القنوات القبلية وغيرها من الاعتبارات المستوحاة من هنا أو هناك.

السؤال - ألا توجد في رأيكم أسباب أخرى تضاف إلى تدخل السلطة وفروعها والتزوير وقصور اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لتفسير ما يمكن وصفه "بتراجع في نتائج" التحالف الشعبي التقدمي؟

الجواب على السؤال - إن الأقاويل والتعاليق هي من شأن المراقبين (خاصة الصحفيين) بدلا من الفاعلين السياسيين (خاصة حين يكونون سياسيين).

السؤال - البعض يفسر ترتيب التحالف الشعبي التقدمي "بسوء اختيار المرشحين"، فخلافا للتشكيلات الكبرى الأخرى المتنافسة فإن التحالف الشعبي التقدمي ربما لم يكن قد "اختار الأفضل" فحسب بل مع ذلك لم يحترم "التوازنات الإثنية" عند إعداد لوائح مرشحيه. ما رأيكم في ذلك؟

الجواب على السؤال -  بالنسبة لقلة من الأطر يكون الخيار دائما سيئا إذا لم يقع عليهم. فاصطياد "الوظائف" الانتخابية أو غيرها يشكل حتى الآن هدف الأساسي لانتماء البعض للحزب حتى إذا كان هؤلاء في الغالب لا يضيفون له شيئا و يريدون في الوقت نفسه الاستئثار بكل النتائج و التحكم بكل المكاسب. فليست لديهم الشجاعة ولا الأهلية الكافية للترشح على المستوى المحلي خوفا من فضح وزنهم الانتخابي أو القبلي، المزعوم، وبدلا من ذلك يريدون الوصول على حساب القاعدة العريضة من المقصيين المهمشين وعلى حساب رئيس حزب ربما يكون قد سمح بشكل مباشر أو غير مباشر في صعود البعض، خاصة من غير المتوقع صعودهم بحيث ينظر إليه كمصنع لمعالجة النفايات. أما فيما يتعلق بالتوازنات لست على علم بمن يراعيها أكثر من التحالف الشعبي التقدمي رغم مقابلته دائما بالجحود لأنه لم يجن قط اعترافا بذلك.

السؤال - آخرون يرون أن التحالف الشعبي التقدمي يدفع اليوم ثمن "القرب" من الرئيس محمد ولد عبد العزيز إن لم نقل دعمه إياه وهو الذي يشكو بعض المناضلين من عدم رده للجميل. فكيف تردون على هذه الانتقادات؟

الجواب على السؤال -  أعتقد أن هذا الخطاب اجتُرّ كثيرا بحيث لم يعد مثار اهتمام لأن الجميع تأكد من أن المصلحة العامة للبلد ولسكانه هي لب مشاغلي ومواقفي. فالكل يسعى ليجعل مني نسخة من زيد أو من عمر لكنني مختلف ولا أشبه غير نفسي، قبِل منتقدي وأعدائي ذلك أو أبوه.

السؤال - أثناء مقابلتكم الأخيرة مع رئيس الجمهورية لم يفتكم الإعراب له عن خيبة أملكم بسبب قصور اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وما شاب الاقتراع من خروقات، فهل شاطركم هذا الإحباط وما ذا تنتظرون منه؟

الجواب على السؤال - عرضت عليه ما أشعر به من فداحة الخروقات التي عانى منها المشاركون في الاقتراع وما هو واضح من استهداف التحالف الشعبي التقدمي بشكل خاص من طرف اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والتدخل العنيف وغير المبرر لقوى القمع حيال الاحتجاجات السلمية التي نظمها مناضلونا في كل من ازويرات ونواذيبو وباركيول وكيهيدي حيث تعرضوا مع أطرنا (ومن ضمنهم نائب على الأقل) للعنف والغاز والضرب والإصابة والتوقيف بينما كانوا يشاركون في اعتصام سلمي ونحن ننتظر التأسف والاعتذار عن تجاوزات قوي الأمن من جهة ومعاقبة الضابط الذي أقدم على المساس بنائب نواذيبو من جهة أخرى، كما ننتظر أن يتم الاعتراف معنا بعجز اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الواضح وبحتمية تجريدها سريعا من المهمة.

السؤال - ما ذا ينوي التحالف الشعبي التقدمي القيام به الآن بعد إعلان كل النتائج من قبل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات؟

الجواب على السؤال -  التقدم بكل الطعون أملا في أن تعاد الحقوق إلى أصحابها.

السؤال - هل يمكنكم مدنا بمعلومات حول مناضلي حزبكم الموقوفين في ازويرات؟

الجواب على السؤال -  أطلق سراحهم في نفس الليلة.

السؤال - جهودكم المكثفة لجعل السلطة ومنسقية المعارضة الديمقراطية يتوصلان لتوافق يسمح بإجراء انتخابات شاملة وشفافة لم تنجح، فما تفسيركم لذلك؟

الجواب على السؤال -  إنهم كثر مثلي (خلافا لكم) من يعتبرون أن هذه الجهود نجحت وما من دليل أكبر من كثرة الناخبين الذين صوتوا.

السؤال - ألم تراودكم شكوك في بعض مراحل العمل على مبادرتكم حول إرادة طرف أو آخر في منحكم الثقة خلافا لما كان عليه الحال سنة 2009 مع جبهة الدفاع عن الديمقراطية؟

الجواب على السؤال -  إنني أتولى دورا صعبا سيكون في تبَنِّيه من أول وهلة أو بعد حين جرعة قيمة مضافة لرصيدي وهو ما يعتبره البعض، من قبيل الخطأ، إعلان وفاته، ومن الصعب حينئذ لألئك قبول الانتحار.

السؤال  - في رأيكم، ألا ترتكب منسقية المعارضة الديمقراطية بمقاطعتها انتخابات 23 نوفمبر نفس الخطأ السياسي الذي حصل سنة 1992؟

الجواب على السؤال   - اطرحوا السؤال على منسقية المعارضة الديمقراطية، فردها ربما يكون أكثر أو أقل مصداقية...

نواكشوط 10 ديسمبر 2013

ترجمة موقع الرائد

بيرام يتحدث لـ"الوطن" عن خروجه مع الدعاة وعلاقة حركته بالنظام و تأثير "لحراطين" في الاقتصاد (مقابلة)

قال رئيس مبادرة الانعتاق "إيرا" بيرام ولد الداه ولد أعبيدي " إن جماعة الدعوة و التبليغ من خيرة الأوساط و البيئات، وإنهم خير الأخِلاء الذين تتيح مصاحبتهم فرصة الخروج من الدنيا و الهروب إلى بارئنا. أما عن انطباعاتي عن الجماعة، فهي -كغيرها من جماعات الشعب الموريتاني، سواء الخـَـيـّـر منها أو الشرّير- تتكون من أعراق و فئات شتى".

وأضاف ولد أعبيدي في مقابلة مع "الوطن" إن لحراطين هم "مسمار كناشة الإقتصاد الموريتاني"، مضيفا  "أنتم تعرفون ـ يا معشر البيظان وعبيد البيظان ـ أنه في قاموس الشرف عندكم لا تتجشمون عناء الأعمال اليدوية و العضلية و الأعمال تحت لفح الشمس ..أي كل الأعمال المنتجة. فهذا في تقسيمتكم الإجتماعية من نصيب العبيد و العبيد السابقين أو لحراطين".

وهذا نص المقابلة:

 

1 ـ "الوطن": في البداية، نرحب بكم السيد بيرام ولد الداه ولد اعبيد، رئيس حركة "إيرا"، وقبل الدخول معكم في حيثيات المواضيع الراهنة نود أن نسألكم عن "خروجكم" الأخير مع جماعة التبليغ وانطباعاتكم عن العلاقة بين مختلف مكونات المجتمع من مختلف الأعراق؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد: الحمد الله مستحق الحمد،  والصلاة على نبيه الكريم. أود أن أقول لكم وللجمبع أن علاقتي مع ربي وخلوتي مع خالقي ليستا، وما كانتا، ولا هما ستكونان مجالا للإستغلال السياسي. فبكل بساطة، ودون أن أدخل في تفاصيل أمر لم يكن أبدا، بالنسبة لي، محل مفاخرة أو متاجرة، فأنا مسلم نشأت على الفطرة السليمة وأداء شعائر الإسلام في بيت يقدم أمور الآخرة على شؤون الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح باعوضة.  فلا غرابة أن أعتكف كعادتي بضع ليال من شهر رمضان المبارك.

و لا أرى إلا أن جماعة الدعوة و التبليغ من خيرة الأوساط و البيئات، وإنهم خير الأخِلاء الذين تتيح مصاحبتهم فرصة الخروج من الدنيا و الهروب إلى بارئنا. أما عن انطباعاتي عن الجماعة، فهي -كغيرها من جماعات الشعب الموريتاني، سواء الخـَـيـّـر منها أو الشرّير- تتكون من أعراق و فئات شتى. غير أنها تختص بانتهاجها نهج الإجتهاد في إصلاح جزء من مجالات تجليات العقيدة و الأخلاق الإسلامية. إنه قلب المسلم الذي يربونه في المساجد كأطهر بيئة وأنسبها للإعداد للآخرة.

وفي المقابل تبتعد هذه الجماعة عن الأمور الدنيوية والسياسية والخلافية. وإني، كغيري من المسلمين، مدين  لهذه الجماعة وممتن لما تقوم به في هذا المجال. لكن طموحي كمسلم يتجاوز قلوب الناس إلى ممارساتهم (مجتمعا ودولة) وفق الهدي الرباني القائم على العدل والمساواة والإنصاف.

2 ـ "الوطن" : ما هي علاقة "إيرا" بزيارة مقرر الأمم المتحدة المكلف بمكافحة الكراهية والميز العنصري لموريتانيا؟ وما هي النتائج التي تتوخاها الحركة من هذه الزيارة؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد:  من الأكيد أن "إيرا" لها اليد  الطولى في تدويل الملفات الحقوقية الموريتانية الكبرى وطرحها على مستوى المجتمع الدولي وفي كل المنابر الدولية الفاعلة والمسموعة.. فالكل يعرف أنه منذ الإنقلاب الذي أطاح بشخص الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع، مع الإبقاء على نظامه، بما فيه الثقافة الإقطاعية القائمة على ممارسة العبودية و العنصرية في موريتانيا، والتمكين لوزراء و زبانية  و معاوني الدكتاتور الذين كانوا يده التي يبطش بها ولسانه الذي يزل به و دماغه الذي يفكر به.. فمنذ ذلك التغيير الشخصي، إذن، انسلخت المنظمات والشخصيات من المواقف الصارمة والنضال ضد العبودية و العنصرية و شتى أشكال الظلم و الحيف، وآثرت الإرتماء في أحضان الجبابرة الجدد المتمثلين في رؤوس النظام الثلاثة الذين تولوا قيادة البلاد بعد أن هجـّــروا كبيرهم و ملهمهم إلى قطر.

فحركة إيرا بقيت وحدها صامدة في وجه طواغيت وحبابرة الدولة و المجتمع كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و أوائل صحابته و عشيرته في شِعب  أبي طالب في مكة الوثنية حينها. فمثلهم تم تشويهنا ولفقت ضدنا الأكاذيب و الدعايات ومورس ضدنا القمع الهمجي وسجنا و كفرنا و فسقنا، و تكالب علينا الساسة و رؤساء الاحزاب و العلماء و الفقهاء و المنافقون و النباحون كما تتكالب الذئاب على قصعتها، لكننا -بمحض الصبر والتوكل على الله- حققنا انتصارات جساما تمثلت، داخليا، في تعبئة قوية ضد العبودية و العنصرية، فالتفت حولنا آلاف الجماهير (من عبيد ومهمشين ومحتقرين ومضطهدين ومظلومين، بل وحتى التائهين الحيارى).

وتمثلت هذه الإنتصارات –خارجيا- في إصغاء غير مسبوق من لدن الهيئات الدولية لما نسجله ونبلغ عنه ونحتج ضده من مخالفات وخروقات ودوس لحقوق الإنسان في موريتانيا. ولعل من أبرز تلك الهيئات هيئة الأمم المتحدة التي أقنعتها حججنا فجاءت مرارا لتقصي الحقائق وأوفدت عدة مسؤولين رأوا بأم أعينهم ما كانت تفنده كل الحكومات المتعاقبة، وأعدوا تقارير تمكن المجتمع الدولي من إرغام موريتانيا على احترام قوانين المساواة والعدالة. وكان من آخر هؤلاء السيد روتيري موتوما (الكيني الجنسية) والمقرر الخاص للأمم المتحدة حول أشكال العنصرية والتمييز والكراهية و عدم التسامح . وإني لأؤكد لكم أن طاقما من حركة إيرا -وبقيادتي شخصيا- أجرى مباحثات معمقة مع المقرر المذكور يوم 5 سبتمبر 2013، وكما جاء في إيجاز صحفي نشرته الحركة، فقد رافقناه إلى مدينة روصو و كيهيدي يومي 6 و 7 وأطلعناه على أقسامنا في هاتين المدينتين، كما أطلعناه على مختلف أشكال جرائم العنصرية و العبودية و الكراهية و عدم التسامح التي تمارس ضد الحراطين و الزنوج داخل البلاد وبعيدا عن الأضواء وتغطي عليها الدولة الموريتانية بصفة تتنافى مع الاتفاقيات الدولية و القانون الوطني.

3 ـ "الوطن": بعد عدم الترخيص لحزب "الرك"، ما هي الآفاق التي تمتلكها الحركة للرد على قرار الداخلية؟ بيرام ولد الداه ولد اعبيد: أولا وقبل كل شيء، لا يخفى على أحد أن عدم الترخيص لحزب "الرك" هو أول أنتصار لهذا الحزب لأن الخوف منه يماثل خوف فرعون ذي الأوتاد من الطفل الرضيع موسى عيه السلام . فنظام الظلم و الإستعباد و العنصرية و السرقة و تحريف الدين، يرى في جماهير حزب "الرك" و أفكاره و شكل نضاله نهايته . وأنا ـ كمناضل في حزب الرك- أرى أنه حزب موريتاني خالص شرعيا وقانونيا بحيث تتوافق نصوصه مع القوانين الموريتانية، و هو شرعي أيضا بالتفاف الجماهير حوله و بأطره و قياداته النظيفة التي تشكلت من معاناة النضال و خرجت من رحم النضال، و هي تضم كل فئات و أعراق الوطن. فالآفاق أمام هذا الحزب واضحة وواعدة و مفتوحة . فالحزب سلك مسلك حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الذي حظره نظام الآبارتيد الجنوب إفريقي مدة 80 سنة قبل أن تتوج مسيرته باقتلاع ذلك النظام من جذوره و تطهير جنوب إفريقيا من براثينه وأدرانه وأوساخه. وها أنتم تشاهدون اليوم جنوب إفريقيا تعيش لا ظالم ولا مظلوم ولا ثأر ولا انتقام، وإنما يسود القانون وتنفجر الطاقات وتتفتق المواهب وتتقدم مسيرة التنمية بفضل هواء الحرية والانعتاق الذي يتنفسه الجميع لصالح كل المواطنين، وليس على حساب أحد. فأنا أقول مناضلي حزب الرك: "أصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون".

4ـ "الوطن": من الناحية الاقتصادية، ما هو تأثير مجموعة "لحراطين" على الأرضية الاقتصادية في البلاد؟ وكيف تدفع عجلة النمو ؟ وما مستوى حضورها في المشهد الاقتصادي؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد: يعرف القاصي و الداني أن مجموعة لحراطين في سالف الزمن و حاضره هي العمود الفقري للإقتصاد.

إنهم مسمار كناشة الإقتصاد الموريتاني. فأنتم تعرفون ـ يا معشر البيظان وعبيد البيظان ـ أنه في قاموس الشرف عندكم لا تتجشمون عناء الأعمال اليدوية و العضلية و الأعمال تحت لفح الشمس ..أي كل الأعمال المنتجة. فهذا في تقسيمتكم الإجتماعية من نصيب العبيد و العبيد السابقين أو لحراطين . فالأرضي الزراعية في السهول و الأودية أحياها و استصلحها العبيد و لحراطين كابرا عن كابر و ما يزالون يقومون بهذا الدور الصعب و المؤمن لغذاء المجتمع، و  لكن  ملكية هذه الأراضي، التي لم يعرف البيظان إلا ثمارها، موثقة من طرف السلطات الإدارية و القضائية الموريتانية لصالح البيظان، مما يجعل لحراطين ألة تتنتج و لا تملك . كذلك تعرفون أن أراضي شمامه الزراعية المزروعة و المأهولة منذ قرون خلت من طرف لحراطين و الزنزح عمدت الدولة الموريتانية العنصرية إلى تقسيمها على بعض ساسة البيظان و ضباطهم و ما يسمونه "رجال أعمالهم" و هم في الحقيقة رجال نصب و احتيال و سرقة. و أصبح آلاف المزارعين من لحراطين و الزنوج تحت رحمة رجل بيظاني واحد تمنحه الدولة بمجرد وثيقة آلاف الهكتارات و يبقى المزارعون مبعدين داخل أراضيهم لا يملكون قوت يومهم ولا يمكنهم مزاولة عملهم في ارضهم التي اصبحت ملكا لغيرهم . و تعمد الدولة إلى منح هؤلاء "المزارعين!" الجدد، الذين هم فعلا مستعمرين جدد، عشرات الملايين و المليارات في بعض الأحيان بصفة تمييزية من خلال القرض الزراعي و من الخزينة العامة للدولة و تحرم لحراطين و الزنوج من هذه القروض  كما حرمتهم من أراضيهم و أعطتها للبيظان. فكيف للحراطين ان ينهضوا تحت وطأة هذا الإستهمار الزراعي البيظاني المرعي من طرف الدولة . و من ناحية اخرى في ما يخص الإقتصاد الصناعي و المنجمي و البحري، لنا أن نتساءل: كيف للحراطين أن ينهضوا ورخص الصيد البحري اختصت بها دولة البيظان وشباب البيظان و رجالهم ممن تسمونهم "رجال أعمال" و هم رجال النهب و النصب و التحايل على الدولة و منع لحراطين من هذه الرخص التي من خلالها تم إثراء رجال لم يبذلوا جهدا و لم يدفعوا ضريبة و لم يعطوا اي مقابل للدولة، بل العكس، فقد تم إثراؤهم فقط وفقط لأنهم بيظان، وذلك لتمكينهم من رقاب الآخرين .

وحري بنا أن نذكر أن السيناتور يوسف سلا و رجلي الأعمال الزنوج عمر يورو اديا و المرحوم كوليبالي باكاري تم حصارهم و إفقارهم حين حاولوا مزاولة الصيد الصناعي و ذلك لأنهم ليسوا من البيظان.

هذه أمثل حية. أما في الإقتصاد المنجمي فالكل يعرف أن شركة اسنيم مؤسسة منهجيتها هي أن تجعل من البيظان قادة و مديرين و أطرا بغض النظر عن كفاءاتهم و مستوياتهم التقنية و العلمية و تجعل في ذات الوقت من لحراطين عمالا قاعديين رغم كفاءاتهم العلمية و التقنية و رغم استقامتهم، و الامثلة على ذلك كثيرة . فشركة اسنيم  كغيرها من الشركات المنجمية الأخرى (النحاس، الذهب، البترول) وكذا الشركات الاجنبية (شينكير و كينروس تازيازت...) كلها اعتمدت على نظام العبودية عند البيظان و استغلال سواعد لحراطين و ذلك باعتمادها للسياسة الإستعبادية المرسومة من طرف الدولة ومؤسسات السخرة  (تاشرونا) التي تفرض نظام العمال غير الدائمين على جحافل العمال من لحراطين و الزنوج في المناجم الموريتانية و الموانئ و المدن الكبرى . لقد قامت الدولة بالمنح التمييزي العنصري لرجال من البيظان لرخص شرائك العمالة الباطنية، و هذه الرخص مكنت رجال البيظان من رقاب لحراطين فأصبح العامل مفروض عليه أن يقبض عُشر أو ثمن راتبه الأصلي مقابل تسعة أعشار يقبضها صاحب الرخصة بدون أي عناء أو طاقة.

الأمر لا يعدو كونه امتصاص سافر لدماء لحراطين بصفة ممنهجة و مقننة من طرف الدولة مما يثقل كاهل هذه الشريحة و يمنعها من الإنعتاق الإقتصادي. و لا بد من أن أوضح هنا هذا الغبن و التمييز الهائل الذي يمارس حاليا في شركة كينروس تازيازت ضد لحراطين و الزنوج لصالح البيظان. فهذه الشركة تنفق ست مليارات و ست مائة مليون في كل شهر على الخدمات. هذه الخدمات تقوم بها أربع مائة شركة كلها للبيظان مشرعة من طرف الدولة إلا واحدة يملكها حرطاني تقوم ببعض خدمات النقل مقابل فتات زهيد. وبعد اشهر قليلة حـُـلّ عقد شركة هذا الحرطاني ليعطى لبيظاني حتى يكتمل العدد 400 للبيظان حصريا ..فإلى أين يريد أن يصل مجتمع البيظان بالدولة مع هول هذا السحق الممنهج للحراطين؟. ألا يرضى مسيرو دولة  البيظان و عقلاء البيظان أن يتنازلوا عن ستة عشر مليون من ست مليارات و زيادة لصالح لحراطين الذين يحمون بأجسادهم و عضلاتهم دولة البيظان و ثرواتهم ؟ أريدهم أن يردوا على هذا السؤال في خلجات أنفسهم... 

5ـ "الوطن"  : أخيرا، كيف تردون على من يقول بدخولكم تحت جلباب الدولة ؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد:إن كنت تقصد بذلك نظام ولد عبد العزيز، فسأحاول أن أبصركم لكن لا مبصر غير الله. وأرجوا أن يريد لكم الله ذلك ..عندما انقلب ولد عبد العزيز على ولي نعمته ، قام أعيان البيظان من ساسة و شيوخ قبائل و فقهاء كالخفافيش يتسللون إلى ثكنة "بازيب" للتقرب من مركز السلطة لأن مذهبهم و عقلياتهم و أهدافهم و غرائزهم توحي إليهم أن يدوروا مع السلطة حيث دارت و أن يدوروا مع القوة حيث دارت و أن يدوروا مع النقود حيث دارت. و ما انفك ولد عبد العزيز يصنع المنتخبين من عمد و نواب و شيوخ في جميع الدوائر الإنتخابية من داخل ثكنته: "بازب" قبالة القصر الرمادي ..

ترى فلماذا هذه الألسن الحداد لم تتعرض لخنوع و خضوع هؤلاء المرتزقة من أعيان البيظان كي تنال منهم أو تعَيّرهم بتصرفاتهم الرخيصة ؟ و حين قام الجنرال بانقلابه الثاني على سيدي ولد الشيخ عبدالله استخدم لذلك خليته النائمة في الغرف البرلمانية المعروفة – تهكما- بكتيبة البرلمانيين الإنقلابيين.

و لحق بتلك الكتيبة أحزاب  ورؤساء احزاب يدعون المعارضة منهم من التحق بالجنرال مقابل وعد منه بالرئاسة، و منهم إنقلابي مرتزق سابق التحق بالجنرال مقابل دريهمات معدودة، و منهم حزب يدعي المرجعية الإسلامية و هو وصمة عار على الإسلام و المسلمين، وقد التحق بالجنرال بإيماء من كاهنه .. و بعد هذا جاء الفوج الثاني من المتهافتين المتلهفين عشاق الجنرال. جاء دور من يسمون "المعاهدة" و هم لا عهد لهم مع الضعفاء و لا مع المستضعفين و لا مع المستعبدين الذين أوصلوهم لما وصلوا إليه من مراتب تخول لهم النفع أو الضر ..ترى حين كنت أنا و زملائي مع النظام و كان هؤلاء المتآمرون على الشعب ضد النظام، لماذا لا يشرع حزبنا  و تحرم أحزابهم ؟ لماذا لا تشرع منظمتنا إيرا و تحرم منظماتهم ؟ لماذا لا يبقى لي راتبي كموظف في الدولة و تقطع رواتبهم و يشطب عليهم من الوطيفة العمومية كما فــُـعل بي؟ لماذا كل وسائل الإعلام، و حتى الرسمي منها، مفتوحة أمامهم و أنا مغلقة أمامي كلها ؟ لماذا هم يستفيدون من تمويلات الدولة و من التأمين الصحي في الدولة و أنا محروم من ذلك ؟ لماذا هم يتلقون مساعدات مالية كبيرة من طرف رجال الأعمال المقربين من السلطة و أنا لا أستفيد من ذلك ؟ لماذا أنا و زملائي في إيرا نقمع مرات كل عام و نعذب ونحاكم في السنة عدة مرات و هم لا يقمعون و لا يحالكمون و لا يدخلون السجون ؟ إن كانت الأجوبة على هذه الأسئلة مستعصية على الموريتانيين لاستشراء النفاق فيهم فأنا أقول لهم أن الجواب الوحيد الأوحد عليها هو أن طريقنا في إيرا و في حزب الرك هو طريق المعارضة الصادقة التي لا لبس فيها و لا التباس و لا تنازل و لا تراجع حتى ينتصر الحق. فهي إذن معارضة للأغلبية الصغيرة و الكبيرة في آن واحد . فالأغلبية الصغيرة هي ولد عبد العزيز و الحزيبات الملتفة حوله، و الأغلبية الكبيرة هي تلك المشكلة من شقي النظام الإستعبادي و العنصري و هما الموالاة والمعارضة الاستعبادية  التي تقتصر معارضتها على معارضة الأغلبية الصغيرة  و هي التي تطلق هذا النوع من الأراجيف المتعلقة بافتراء علاقة بيننا و بين النظام . و نؤكد لهم أن ما يخافون منه قادم لا محالة، إنه أمر حتمي، ألا وهو إقبال الجماهير العريضة علينا وانتشار فكرنا وتعلق الطبقات المسحوقة بنهجنا ومبادئنا. وإن إفكهم و أراجيفهم وتقولاتهم وخزعبلاتهم وهذيانهم وهستيريتهم لن توقف انبلاج نورنا، فهو قدر، وما عليهم إلا أن يعضوا أصابعهم من الغيظ.

6 ـ هل من كلمة أخيرة عن أي موضوع تريدون الحديث فيه؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد: أقول للعلماء و الفقهاء الموريتانيين  و الساسة من رؤساء الاحزاب الذين قالوا فينا الكذب و الإفك و الزور و الأراجيف، وأقول للمفتين لوجه السلطان وملاك العبيد، حين وفقنا الله إلى إعطاء انطلاقة ربيع الإسلام الصحيح و سنة الرسول الكريم بتوفيق الله لنا بحرق كتب النخاسة المشوهة للدين في شهر ابريل 2012، أقول لهم أنني أرجو منهم أن يتوبوا أمام الملأ و في وسائل الإعلام كما فجَـروا فيها أصلا، و إلا لن يتم التصالح بيننا، وسوف أظل شخصيا أقارعهم و ألاحقهم وألاسنهم وأقالمهم حتى آخر نفس، و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.  

 

نقلا عن الوطن

مايك تايسون: اعتنقت الاسلام في السجن فصرت خادماً لله!

هوليوود ‘القدس العربي’: وُصف مايك تايسون في يوم ما في أواخر الثمانينيات بالرجل الأسوأ على هذا الكوكب بفضل سلوكه التهديدي وقوته المدمرة، والتي مكنته من بث الذعر في قلوب خصومه التعساء وجعلتهم يتساقطون في ضربة واحدة خلال ثوان معدودة. كان تايسون مسجلاً في كتب الأرقام القياسية قبل منتصف العشرينات من عمره بوصفه أصغر أبطال العالم في الملاكمة للوزن الثقيل، ويملك ثروة تقدر بـ 50 مليون دولار.


وبالرغم من ذلك، لم تدم تلك الصورة البراقة لتايسون لفترة طويلة، حيث بدأت حياته المهنية والشخصية بالانهيار بعد وفاة معلمه كاس داماتو، ويرجع ذلك أساساً إلى اتخاذه القرارات السيئة وتعامله مع الأشخاص الخطأ، فقد أدت المشاجرات في الشوارع، وتعاطي المخدرات، ومغازلة الفتيات، وحادث تحطم سيارته، والزواج الفاشل والخسارة في الحلبة أمام ملاكم الدرجة الثانية (جيمس ‘باستر’ دوغلاس) في عام 1990 إلى إعلان الانهيار السريع للرجل الحديدي مايك. اتهم بعد ذلك بعام باغتصاب ديزيريه واشنطن البالغة من العمر 18 عاماً وأودع السجن أيضاً.


بدت حالة الدمار المطلق التي يعيشها وكأنها كابوس لا يمكن الفرار منه.


يخبرني تايسون حين التقيته في ‘بيفرلي هيلز′ بأنه لا يفتقد تلك الفترة من حياته مطلقاً، ويقول: ‘كانت حياة مختلفة. كان عليّ أن أكون شخصاً آخر لأكون تلك الشخصية الفريدة، أما الآن فذاك الشخص لم يعد له وجود في هذا العالم’.


يبتسم تايسون بكل تواضع عند وصوله إلى المقابلة، مظهراً القليل من التشابه مع صورته الأسطورية: اجتماعي وساخر ويتكلم بلهجة عالية النبرة، ويصدر صفيراً خفيفاً نتيجة اللثغة المميزة، بعيداً عن الصوت الجهوري الرنان الذي تتوقعه من شخص بهذا الحضور وبهذه البنية الجسدية.


التزم تايسون خلال سنوات سجنه الثلاث من عام 1992- 1995 بنظام تدريب صارم، ليعد نفسه لاستعادة لقب بطولة العالم، واعتنق الإسلام الذي علمه أن يكون متواضعاً كما يقول:


‘أريد أن أكون خادما لله وهذا ما أسعى إليه حقاً، أن أكون مجرد خادم لله، وقد أفشل في مسعاي هذا لمرات عديدة، ولكنني أبذل قصارى جهدي وأتابع المحاولة، وهذا جوهر علاقتي بالإسلام. خلاصي الشخصي مع الله ويقع على عاتقي في نهاية الأمر أن أراعي ربي دون أي مساعدة من أحد، وذلك بغض النظر عما يقوله أي شخص عن ديني وعلاقتي والتزامي به. أنا مسؤول أمام الله فقط’.


ولقد كان لديه الكثير بالفعل ليكفر عنه، لأن غضبه الجامح الموجه ضد العالم عند خروجه من السجن أدى به الى الوقوع في المزيد من المتاعب التي بلغت ذروتها حين عض أذن ‘ايفاندر هوليفيلد’ قاطعاً جزءاً منها في تلك المباراة الرهيبة في ممفيس في عام 1997. مما أدى إلى خسارته لرخصة الملاكمة وتدمير سمعته وذهابها أدراج الرياح إلى غير رجعة.
تصالح تايسون مع هوليفيلد منذ ذلك الحين. يعلق مبتسماً: ‘لقد قابلته عدة مرات منذ حادثة ممفيس. ليس لدي أي مشاعر سلبية تجاهه، ولم يكن لديه أي مشاعر سلبية تجاهي. لست غاضباً منه، وبالتأكيد ليس غاضباً مني’.


استعاد تايسون رخصة الملاكمة، ولكنه لم يستطع أن يستعيد مسيرته المهنية السابقة أبداً. أودت به فوضى حياته وقراراته المالية السيئة إلى الإفلاس. وبعد أن فقد كل شيء، انغمس في المخدرات والكحول يبحث عن الخلاص، ليصبح تعاطيهما إدماناً مزمناً لم يزل يكافح للتخلص منه حتى يومنا هذا.


يضيف: ‘إنها مسيرة كفاح يومي بالنسبة لي. أنا ذلك الرجل الذي عانى لأربع أو خمس أو ست سنوات من الانتكاس المتواصل، ولو استطعت إيقاف مسيرة الانتكاس هذه بدءاً من الآن إلى يوم موتي دون أن أنتكس أكثر، ستكون هذه قصة نجاح كبيرة حقاً بالنسبة لي’.


كان سبب هذه الانتكاسات، كما يقول، الحب الجامح أو الكراهية الجامحة، والعواطف والناس والأماكن وغروره الشخصي أيضاً. يستغرق في التفكير وعيناه تحدقان في الطاولة ويقول: ‘عقلي لا يعمل بشكل صحيح، فكأس واحدة كثيرة جداً، ولن تكفيني ألف كأس. هذا هو المرض الذي أعانيه يومياً، ولا يستطيع أحد مساعدتي إن لم أساعد نفسي. لا أعتقد أن الناس العاديين يفكرون بطريقتي. لم أكن لأتعاطى المخدرات أو أعاقر الخمور لو كنت إنساناً عادياً’.


قد تساعده المخدرات في الانفصال عن الواقع ولكنها كثيراً ما تودي به إلى حالة من السوداوية وتضعه في مزاج انتحاري.


يقول تايسون: ‘مرت عليّ أوقات كثيرة ضقت فيها ذرعاً بالحياة، لا أعرف السبب بالضبط، قد يكون المرض العقلي الذي أعاني منه هو السبب على ما أعتقد، قد يكون ذلك منذ زمن طويل مضى أو في الآونة الأخيرة، لكني أضيق ذرعاً بحالة الألم الدائمة’.


ولد ونشأ تايسون في فقر مدقع في بروكلين نيويورك وقد تمرّس منذ طفولته على الألم.


يقهقه تايسون: ‘ليس لدي ذكريات سعيدة من فترة الطفولة، بل تشتمل ذكرياتي السعيدة كطفل على عملية سطو كبيرة وشخص ما يطاردني، حتى صدمته سيارة، ولذت أنا بالفرار’.
تخلى والده ‘جيمي كيركباتريك’ عنه هو وشقيقاه عندما كان في الثانية من عمره، وكانت والدته ‘لورنا سميث’ مدمنة على الكحول، وتكسب عيشها من النوم مع الرجال بشكل عشوائي.


يعلق مبتسماً: ‘لقد اكتسبت العديد من العادات السيئة من والدتي. أنا مبتذل جداً في بعض الأحيان، وهذه من الأشياء التي أعمل على التخلص منها’.


عندما بلغ تايسون الثالثة عشرة من عمره، كان قد تم القبض عليه 38 مرة. وبعد اتهامه بالسطو المسلح، فقد تم إرساله في نهاية المطاف إلى مدرسة تريون للبنين، حيث تم تقديمه إلى مدرب الملاكمة الأسطوري ‘كاس داماتو’، الذي احتضنه وحوله إلى مقاتل رائع.


‘علمني ‘كاس′ كل هذه الأشياء الرائعة، لذلك عدت لرؤية والدتي وأخبرتها عن مدى عظمتي، وبأنني أعظم مقاتل في العالم، وبأنني سأكمل حياتي على هذا النحو، ولن يجرؤ أحد على التفكير في هزيمتي كما ترين. لم تستطع تفهّم ذلك، ولكن لا مشكلة، هي والدتي وأنا أحبها’.


أما اليوم فتعريف النجاح بالنسبة لأب لسبعة أطفال فهو أن يتقن دوره كرب أسرة.


‘النجاح بالنسبة لي ألا أكون في السجن، ألا أموت في الشارع، ألا أخون زوجتي، وألا أهجر أطفالي. أما الفوز في المباريات والفوز بالجوائز فأحصل عليه بمهاراتي وبالعمل الجاد’.


حياة تايسون المضطربة هي موضوع برنامجه المنفرد الذي يجوب العالم في الآونة الأخيرة ‘أنديسبيوتد تروث’ The Undisputed Truth.


التمعت فكرة العرض في رأس تايسون عندما شاهد عرض ‘تشاز بالمينتري’ حكاية من البرونكس على خشبة المسرح في لاس فيغاس.


يقول متحمساً: ‘قلت لزوجتي أعتقد بأنني قادر على فعل ذلك، لأنني عندما أقوم باللقاءات المتعلقة بالعلاقات العامة في أوروبا أو آسيا، أقف على خشبة المسرح لأخبر الناس عن قصة حياتي، يكمن الفرق الوحيد في أنني أتلقى الأسئلة من الجمهور، ولكنني قررت أن أقوم بهذا العرض وحدي دون تلقي الأسئلة’.


لاقى العرض الذي ينتجه ‘سبايك لي’ وتكتبه زوجة تايسون ‘كيكي سبايسر’ ترحيباً حاراً من الجمهور والنقاد، مما شجع بطل الملاكمة السابق ذي الـ47 عاماً على التركيز في التمثيل. يقول بحماس: ‘ أنا جاد جدا بشأن مستقبلي المهني في التمثيل’.


من المحتمل ألا يحقق تايسون في هوليوود ما حققه في حلبة الملاكمة، ولكنه يعمل بدأب كبير على ذلك.


سوف يظهر قريباً مع ‘سيلفستر ستالون’ و’روبرت دي نيرو’ في فيلم ‘ذا غرودش ماتش’ .The Grudge Match
يقول تايسون بحماس: ‘لقد ولدت لأقف أمام الكاميرا وأمتع الناس′.

نص مقابلة الدكتور محمد محمود ولد اماه مع جريدة (القلم)

القلم: لقد انطلقت الحملة الانتخابية منذ أكثر من أسبوع. إن الفرقاء معروفون، شأنهم شأن أولئك الذين قاطعوا الانتخابات. فهل لديكم الآن فكرة عن اللون السياسي لبرلماننا المقبل ولبلدياتنا المقبلة؟

الدكتور محمد محمود ولد اماه: من الأسهل تحليل نتائج معروفة بالفعل بدل تلك التي لم تعرف بعدُ.

يتعين أولا التذكير بقواعد اللعبة، حيث تخضع الانتخابات البلدية لمبدأ التمثيل النسبي ولا ينتخب العمدة من قبل المجلس البلدي، بل هو رأس اللائحة التي تحصل على أكبر عدد من الأصوات. كما ينتخب نواب عدد قليل من الدوائر التشريعية على أساس التمثيل النسبي. وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللوائح المشاركة مرتفع جدا: 42 لائحة في دائرة نواكشوط التشريعية وحدها.

وحتى الآن، كانت الحكومة ممثلة من قبل الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل الجمهورية وأحزاب الأغلبية الرئاسية.  ويتمثل الشيء الجديد في هذه الانتخابات في عدد من الأحزاب السياسية، التي أنشئت مؤخرا لدعم الرئيس وبرنامجه، كما تقول. دعونا نطلق عليها اسم "أحزاب الرئيس".

قد لا تكون هذه الاستراتيجية لتشتيت الأصوات في التمثيل النسبي مفيدة على مستوى رؤوس اللوائح، العمد، وخاصة في المدن الكبيرة حيث التصويت القبلي ضعيف نسبيا.

وعلى العكس من ذلك، تمكّن هذه الاستراتيجية من الحصول على عدد كبير من المستشارين، وربما تكون مفيدة لانتخاب رئيس مجموعة نواكشوط الحضرية والذي ينتخب من قبل هيئة انتخابية تتكون من 41 من مستشاري مقاطعات نواكشوط التسع، حسب عدد سكان كل مقاطعة.

وفي بقية البلاد، حيث يسود التصويت القبلي، فإن الاتحاد من أجل الجمهورية و''أحزاب الرئيس'' وأحزاب الأغلبية الرئاسية قد يفوزون بمعظم البلديات والدوائر التشريعية.

 

القلم:لماذا، في بلادنا، على عكس ما يحدث في العالم، لا ينتخب العمدة من قبل المجلس البلدي؟

الدكتور محمد محمود ولد اماه: باستثناء بعض المدن الكبرى مثل نيويورك على سبيل المثال، حيث يتم انتخاب العمدة بالاقتراع العام، في باقي العالم ينتخب العمدة عن طريق الاقتراع السري من قبل المستشارين البلديين. ويعني الاقتراع السري أننا لا نملك الحق في معرفة لمن صوت المستشار البلدي. ويعني ذلك أنه يستطيع أن يصوت لأي مرشح. وهنا في عام 1986، كان العمد ينتخبون بطريقة ديمقراطية عن طريق الاقتراع السري من قبل المستشارين البلديين. وفي نواكشوط دائما، عام 1986، حصلت اللائحتان، اللائحة الزرقاء واللائحة البيضاء، على التوالي في الشوط الثاني، على 18 من المستشارين وثلث مستشار و17 من المستشارين وثلثي مستشار (بقسمة عدد الأصوات التي حصلت عليها كل لائحة على الضارب الانتخابي).  وطبقا للنصوص، تأخذ اللائحة الأولى المستشار المتنازع عليه، وهو المستشار التاسع عشر من أعضاء المجلس الستة والثلاثين. وفي نهاية المطاف، تكونت الهيئة الانتخابية من 19 مستشارا عن اللائحة الزرقاء و17 مستشارا عن اللائحة البيضاء (التي تشرفت بأنني كنت مرشحها). كان المرشحون ثلاثة، اثنان من اللائحة الزرقاء وواحد من اللائحة البيضاء.  وكانت نتائج الشوط الأول: 19 لمرشح اللائحة البيضاء و13 لأحد مرشحي اللائحة الزرقاء، و3 لثاني مرشحي اللائحة الزرقاء وامتنع واحد عن التصويت.

وبما أن اللائحة الزرقاء لائحة السلطة، فلم تتأخر هذه الأخير في تعديل النصوص: من الآن فصاعدا يجب أن ينتمي العمدة لزوما إلى اللائحة التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات. وسرعان ما وجدت اللوائح التي جاءت في الرتبة الثانية، والتي لا يحق لها تقديم مرشحين لمنصب العمدة، الجواب والحيلة لتجاوز هذا القيد، حيث تنتخب في منصب العمدة (عندما تكون النتائج متقاربة) مستشارامن أسفل اللائحة التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات، وهكذا فقدت الحكومة الكثير من البلديات. تم تعديل النصوص من جديد: العمدة هو الأول في اللائحة التي فازت بالمركز الأول. لذلك، فإن العمدة عندنا غير منتخب من قبل المستشارين، وبالتالي فهو غير مسؤول أمام المجلس البلدي.

 

القلم: كيف تنظرون إلى عواقب مقاطعة أحزاب منسقية المعارضة الديمقراطية على نتائج انتخابات 23 نوفمبر؟

الدكتور محمد محمود ولد اماه: أنتهز، مرة أخرى، أعمدة جريدتكم لأقول إنه في بلادنا، ليس هناك حتى الآن ثقافة ديمقراطية والمسؤوليات جماعية وليست فردية: يصوت مواطنونا، إلى حد كبير، على أساس انتمائهم القبلي والعرقي وبأمر من شيخ الطريقة الدينية التي ينتمون إليها. إن الولاء للقبيلة أو العرق يسبق الانتساب إلى الحزب السياسي. وبالنسبة لكثير من الموريتانيين، لا تمثل المشاركة في الانتخابات تلبية هدف أيديولوجي أو اقتصادي أكثر مما تشكل فرصة لتصفية الحساب مع أحد الخصوم في إطار صراع بين القبائل أو داخل القبيلة نفسها أو العرق. وسوف يخوض مناضلو الأحزاب السياسية المقاطعة الحملة مع الأحزاب المشاركة التي يجدون فيها فرصة لتصفية الحساب المذكور.  ويكمن الخطر في أن عددا كبيرا من هؤلاء المناضلين قد لا يعودون إلى أحزابهم الأصلية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن سكان البلديات، التي كانت تديرها الأحزاب المقاطعة، وخاصة تكتل القوى الديمقراطية واتحاد قوى التقدم، والتي تديرها بانتظام قبائل أو أعراق تمتلك الأغلبية العرقية في أعقاب تناقض بين أو داخل القبائل أو الأعراق، ولكيلا يسمحوا لخصومهم (عادة من ''القبائل الصغيرة''  أو "طائفة من قبيلة أو من عرق'') باستعادة هذه البلديات، يقدم سكان هذه البلديات لوائح بألوان أحزاب الائتلاف من أجل التناوب السلمي أو حزب تواصل، لأن التصويت المستقل قد تم إلغاؤه بعد الحوار مع أحزاب الائتلاف من أجل التناوب السلمي (الوئام، التحالف الشعبي التقدمي،  الصواب).

كما تجدر الإشارة إلى أن بعض الوجهاء وبعض قادة الطرق الدينية، المستائين من الحزب الحاكم (لأن مرشحيهم لم يتم اختيارهم)، يقدمون كذلك لوائح بألوان هذه الأحزاب المذكورة، والتي هي المستفيد في آخر المطاف من مقاطعة أحزاب منسقية المعارضة الديمقراطية ومن استياء بعض الوجهاء.

 

القلم: قرر الاتحاد الأوروبي عدم تمويل هذه الانتخابات وعدم إرسال مراقبين لها. أي أفكار تستوحونها من هذا الموقف للاتحاد الأوروبي؟

الدكتور محمد محمود ولد اماه: أعتقد أن الاتحاد الأوروبي قد تدخل متأخرا، وزيادة على ذلك بالتزامن مع تغير موقف اتحاد قوى التقدم من المشاركة، كما لو كان الاتحاد الأوروبي مرتاحا لمقاطعة منسقية المعارضة الديمقراطية، وبخاصة تكتل القوى الديمقراطية. ومن المعروف، أن مقاطعة منسقية المعارضة الديمقراطية ليست مفاجأة. حيث ظلت دائما تعلن أنها لن تشارك في انتخابات غير توافقية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الانتخابات في بلادنا لا ينبغي أن تكون مشروطة بقبول أو رفض الاتحاد الأوروبي، ولا جدوى من تنظيم انتخابات إذا لم نتمكن من الاستغناء عن تمويل ومراقبي الاتحاد الأوروبي.

 

القلم: هل تعتقد أن مبادرتي مسعود وكان حاميدو بابا لا تزال لديهما فرصة لتأجيل الانتخابات؟

الدكتور محمد محمود ولد اماه: فيما يتعلق بمبادرة رئيس الجمعية الوطنية، والتي تطالب على وجه الخصوص بحكومة ولجنة وطنية مستقلة للانتخابات مجمع عليهما، فتوجد على الساحة السياسية الوطنية منذ أكثر من سنة. وإذا كان الرئيس ولد عبد العزيز لم يقبلها حتى الآن، فإنها بالتأكيد لن تقبل في معمعان الحملة الانتخابية.

أما مبادرة السيد كان حاميدو بابا، فلم تأت بعد افتتاح الحملة الانتخابية فحسب، ولكنها غير مقبولة لسبب آخر: يفتخر السيد كان حاميدو بابا بأن "اقتراحه قد تم التصديق عليه من قبل سفير فرنسا"، كما لو كانت المبادرات السياسة، في بلادنا، يجب التصديق عليها من قبل سفير فرنسا. ولا شك أن الموريتانيين المتشبثين بالسيادة يرون أن نهج السيد كان حاميدو بابا، النائب البرلماني، بل ونائب رئيس الجمعية الوطنية، مزعج لأكثر من سبب، إن لم ينبع من مستوى عال من السذاجة السياسية. أما سفير فرنسا، فقد ارتكب جنحة التدخل عندما أكد عن طريق الصحافة موافقته على اقتراح تأجيل انتخابات وطنية مقررة من قبل بلاد ذات سيادة، كما لو كان هذا التأييد من شأنه وقف الحملة الانتخابية وتأجيل الانتخابات.

صحيح أننا نخضع لعولمة يتمثل واحد من أهدافها في تقويض سيادة الدول إلى ''دولة أقل''، ولكن منما سبق، فإننا لا نواجه الآن ''دولة أقل'' بل ''اللادولة تماما".