تقارير مهمة نحتاجها لتشجيع الاستثمار

بقلم / المهندس/ مبارك بن ابراهيم الكواري :

من ضمن العمل في مجال الاستثمار والدراسات حصلت على تقرير الإسمنت في اليابان، وبه شرح ومعلومات دقيقة ووافية، ففيه عدد المصانع وإنتاجها وكمية المستخدم في البلاد، مقارنة لما تم تصديره وكثير من المعلومات التي سيستفيد المستثمر منها وهو يعمل في مجالات عدة وليس فقط بما له علاقة بالإسمنت، وبمعنى آخر قد يعلم من يعمل في العقار حجم البناء من استهلاك الإسمنت السائب، ويعلم من له رغبة في الاستثمار في الخدمات والصيانة حجم صيانة المباني - أو لمن عنده شركات الصيانة - من حجم استهلاك الإسمنت على شكل أكياس كمية العمل، لأن الأكياس تستخدم في الصيانة وهكذا، وكل ذلك تحت إشراف جمعية منتجي الإسمنت وهي معتمدة من الحكومة اليابانية.

لكن لو رجعنا إلى البلاد العربية بشكل عام لرأيت أشياء مختلفة - عجيبة وغريبة - فحين تسأل أو تستفسر عن إنتاج شركة في أي مجال يقال لك المعلومات سرية، فمازال الخوف غير المبرر من المنافسة والتمويه في أرقام الإنتاج شيئاً يكاد يكون روتينياً وهو الأساس في تقارير الشركات، مما ينتج عنه قرارات خاطئة لمن يريد الاستثمار في هذا المنتج أو ذاك، ومما يضحك له في فكرنا الاستثماري أن بعض الشركات تبخل عليك حتى بتقريرها السنوي وهذا مع عوامل أخرى، يسبب الكثير من الهدر لرؤس الأموال.

كنت اقرأ وأتساءل لو كان عندنا شخصان أحدهما ذهب ليستثمر في اليابان، والآخر جاء ليستثمر في إحدى الدول العربية - وبدون تحديد الاسم لأن النمط في التعامل متقارب - سنرى من ذهب إلى اليابان عرف وفي وقت قصير من أين يبدأ هل بشراء عقار أم بفتح شركة صيانة أو حتى بفكرة إنشاء مصنع إسمنت جديد، وفي المقابل من جاء إلى دولنا لكي يعرف كم الإنتاج لوجده بالتقدير، ولكي يعرف كم تمّ تصديره من مادة ما فعليه أن يذهب إلى الدول المجاورة ويسأل من أين يأتون ببضاعتهم، وهكذا عملية معقدة كانت ستصبح بسيطة وفعالة لو كان عندنا مثل هذه التقارير التي تصدرها اليابان في جميع المنتجات، وهذا أخيراً سيصب في مصلحة الاقتصاد وعملية جذب الاستثمار؛ لأن السوق واضح والمخاطر تكون أقل وتزداد جودة ومتانة المعلومة التي لديك، وإلا كما يقولون رأس المال جبان وسيتجه الأغلب لجلب بضاعة وبيعها بدل التصنيع، والذي هو من ركائز التنمية الاقتصادية الصحيحة.