استفحال ظاهرة الزواج السريّ في موريتانيا

 

 

 

 

انتشرت ظاهرة الزواج السريّ بشكل كبير في المجتمع الموريتاني بمختلف مستوياته الاجتماعية والثقافية، وأصبحت محلّ اهتمام الباحثين الذين حذروا من تداعياتها وآثارها على تماسك المجتمع واستقرار الأسر، بعد ظهور حالات اختلاط الأنساب وتفكك الأسر وانتشار زواج القاصر في أوساط المعدمين الذين يقبلون بتزويج بناتهن سراً لتأمين حياة كريمة لهم.  

ويعرف الزواج السري أو "السرية"، كما يطلق عليه الموريتانيون، إقبالاً كبيراً في صفوف الشباب الذي وجد فيها حلاً للهروب من شبح العنوسة وفرصة للتمتع بالزواج دون تحمل مسؤوليته، ويلجأ الشباب الى الزواج السري خاصة من المطلقات والأرامل بسبب ضيق ذات اليد وكثرة متطلبات الزواج الرسمي وما تشترطه البنات من مهور تأثراً بالعرف الاجتماعي السائد في موريتانيا، والذي أدى الى ارتفاع قيمة المهور وأشعل كلفة الزواج ومتطلبات بيت الزوجية بشكل مبالغ فيه. ويرى الشباب أن الارتباط بالمطلقات والأرامل اللاتي يرغبن في إبقاء زواجهن سراً، أفضل من العبث والخطيئة أو الانتظار لسنوات والبحث عن فرصة للزواج الرسمي الباهظ التكاليف، وبالمقابل تلجأ فتيات في مقتبل العمر الى الزواج السري هرباً من الفقر وبحثاً عن معيل للأسرة، ويكون الارتباط برجل مقتدر فرصة مناسبة لحل المشاكل العائلية والمالية للأسرة، ويحرص الطرفان على إبقائه في نطاق ضيّق لا يتعدى محيط أسرة الفتاة.

سلبية المجتمع

ومع استفحال ظاهرة الزواج السري دقّ باحثون ناقوس الخطر محذرين من انتشارها وتساهل المجتمع معها واستسلام الشباب للظروف التي تدفعهم الى الإقبال على الزواج بشكل سريّ، وعلى رأسها البطالة والفقر والعنوسة وانتشار الأمية وارتفاع تكاليف المعيشة. ويعتبر الباحث الاجتماعي زيدان ولد آبه أن سلبية المجتمع وضعف القوانين التي تحمي الأسرة عاملان رئيسيان في انتشار ظاهرة الزواج السري وإقبال الناس من مستويات اجتماعية مختلفة عليها، ويرى أن أخطر ما في الموضوع هو التبرير الذي تسوقه الغالبية لتشريع الزواج السري باعتباره حلاً لمشكلة العنوسة يتوافق مع الشريعة ويحمي الشباب من الوقوع في المعصية، ويقول "إن إحاطة الزواج السري بمجموعة من العوامل والأسباب لتبريره خطير وله تداعيات كارثية على المجتمع كما أنه يسيء لمؤسسة الزواج ويسفه ويقتل أحلام الشباب ونضال وتضحية الجيل الحالي من أجل تكوين أسرة والمحافظ عليها". ويرى الباحث أن قبول المرأة بالزواج سراً يعد لغزاً بالنسبة لعلماء الاجتماع الذين لطالما اعتبروا أن هذا النوع من الارتباط مفروض من قبل الرجال ومرفوض عند النساء، ويشير الى أن نسبة كبيرة من الفتيات والنساء يقبلن بالزواج السري لأسباب مختلفة من أهمها ضيق ذات اليد والعنوسة والخوف من فقدان حضانة الأطفال بالنسبة للمطلقات، ويضيف "تجدن بعض النسوة الراغبات في الحلال عبر (السرية)، كما يسميها الموريتانيون، حلاً لمشاكلهن وفرصة للحصول على زوج دون الالتزام بإطار وشروط مؤسسة الزواج، فبينما يفضل الشباب من الرجال المطلقة والأرملة لأنها لا تشترط إنجاب أطفال والحصول على مهر كبير، ترتبط فتيات في مقتل العمر برجال ميسورين وتقبلن بالزواج السري لتحسين وضعيتهن المعيشية". ويوضح أن الوجه القبيح لهذه المسألة يكمن في استغلال بعض العوائل للفتيات وتزويجهن دون رغبتهن وتهديد مستقبلهن بمغامرة الزواج السري، كما أن ما قد ينتج عن هذا الزواج من أطفال يكونون عرضة للإهمال والضياع فغالباً ما يعيش الأطفال في كنف أمهاتهم بعيداً عن الحياة الأسرية، نتيجة تفكك الأسرة وفقدان حسّ المسؤولية عند الرجال.

لا سابقة ولا لاحقة

ولا يمنع القانون الموريتاني التعدد لكنه يمنح الطلاق للزوجة الأولى إذا اشترطت في عقد زواجها عدم الزواج عليها، حيث يمنع هذا الشرط الزوج من الاقتران بأخرى إلا إذا طلق زوجته الأولى، وهو الشرط المعروف بين الموريتانيين بـ"لا سابقة ولا لاحقة". ولا يزال المجتمع الموريتاني الذي تحكمه تقاليد وعادات القبيلة تعطي للمرأة الكثير من الحقوق المادية والاجتماعية، يرفض الزواج الثاني ويعتبره انتقاصاً من حق المرأة، وقد أظهرت دراسة حديثة أن الزواج الثاني في موريتانيا يؤدي الى ارتفاع حالات الطلاق والتفكك الأسري، حيث تحتل موريتانيا المرتبة الأولى في العالم العربي من حيث نسبة الطلاق، والتي تقدرها كتابة الدولة لشؤون المرأة بـ40% بين الزيجات في الريف، و37% في المدينة، بينما تقدرها منظمات أهلية مستقلة بـ42% على المستوى الوطني. وتتحول حياة بعض الأسر الى جحيم حين تعلم الزوجة الأولى بارتباط زوجها بأخرى، حيث تهدد مغامرة الزواج السري استقرار الأسرة وتماسكها وتشكل في أغلب الأحيان بداية انهيار العلاقة الزوجية، وحين تقبل الزوجة الأولى بالوضع مرغمة تحت ضغط الظروف العائلية ومصلح الأطفال، فهي تلجأ للانتقام من الزوج لإرضاء غرورها وتحقيق طلبتها قبل الزوجة الأخرى. ويعاني بعض الأزواج من انتقام الزوجة الأولى وكثرة طلباتها وتهديدها المتواصل بالانفصال، ما يجبر الزوج على دفع أمواله لتلبية طلباتها ومن أجل التخلص من هذا التهديد والمحافظة على استقرار الأسرة. وتبتكر الزوجات طرقاً غريبة للانتقام من الأزواج، حيث تلجأ الموريتانيات لطرق وأساليب كثيرة للانتقام من الزوج مثل الإسراف وتبذير ميزانية المنزل وافتعال المشاكل مع أهل الزوج أو مع الجيران ومنع الزوج من التمتع بحقوقه الزوجية وتحويل الخلافات البسيطة الى مشاكل كبيرة، وتتصاعد حدة انتقام الزوجة حين يبدي الزوج اهتماماً كبيراً للزوجة الأخرى، حيث إنها تستعمل وسائل انتقام أشد حدة وعنفاً مثل منعه من رؤية الأطفال أو تحريضهم ضده ووضع شروط تعجيزية لاستمرار العلاقة الزوجية، وغالباً ما تتسبب الزيجات السرية في انفصال الزوجين وتفكك الأسرة.

تغيير عادات الزواج

ويقول الشاب أحمدو ولد العتيق، الذي أقدم مرتين على مغامرة الزواج السري، إن تزايد الظاهرة مرتبط أساساً بمشكل البطالة والدخل الهزيل وغلاء المعيشة وعدم التوفر على الإمكانيات المادية لفتح بيت الزوجية وصعوبة الحصول على سكن، ما يدفع الشباب الى الإقدام على الزواج السري كحل مؤقت للأزمة التي يعيشونها. ويرفض احمدو القول إن السبب الرئيسي لإخفاء الزواج السري هو أنه زواج مصلحة محكوم عليه منذ البداية بالفشل، وعن مزايا هذا النوع من الزيجات بنظر المقبلين عليه يقول احمدو "الرجل غير ملزم بنفقات الزواج الكثيرة ويمكنه تدبّر أمره في حدود إمكانياته المادية، كما أنه غير مُلزم بالأعراف الاجتماعية والتقاليد التي يحرص عليها الزوجين عادة، أما تبعات الانفصال فهي شبه معدومة حيث يمكن للزوجين الانفصال بسهولة". ويطالب الباحثون وزارة الأسرة ببحث ظاهرة الزواج السري والتركيز على أسباب انتشارها، ويدعون الى ضرورة إصلاح وتغيير عادات الزواج، وخلق مؤسسات لتزويج الشباب ومحاربة الطلاق وتوعية المجتمع بخطورة ظاهرة الزواج السري، بينما ينادي الفقهاء ورجال الدين بتيسير الزواج ووضع حد لارتفاع المهور وكل ما من شأنه إعالة الشباب الحالم بدخول عشّ الزوجية

المرأة في موريتانيا يشقى بها العربي ويسعد بها الزنجي !

تعتبر قضية المرأة في موريتانيا قضية اختلاف في التكوين يتبعه لا محالة اختلاف في الاستعداد ، لا قضية مساواة ونمطية سائدة في كل المجتمع ،

حيث تختلف العادات من مجتمع لآخر كما تختلف ألوانه وألسنته وتتمايز طبقاته ثقافيّا وحضاريّا ما استعصى معه الربط بين كثير من العادات الموريتانية خاصة داخل المجتمع العربي والزنجي فيه .

ففي المجتمع الموريتاني العربي تتميز المرأة بكثير من القداسة يوصلها أحيانا درجة التأليه ، ويحول الرجل إلى عبد لآلهة لا تمتلك ضرا ولا نفعا ، يشقى بها وتسعد به ، وربما لهذا السبب يتشاءم العرب في موريتانيا بميلاد المرأة لسلبيتها واتكاليتها وانعدام دورها في الحياة النشطة وتقوقعها على ذاتها بل وعجزها أحيانا عن القيام بواجب البيت ، حيث تتعود المرأة العربية في موريتانيا على الخدم وتفرض على الرجل توفير فرص الرفاهية لها حتي ولو كلفه ذالك أن يعيش شريدا غريبا خارج وطنه مفارقا لأحبته مدي الحياة!!

وتنبع هذه المكانة المعاصرة للمرأة العربية بموريتانيا من مكانتها المميزة في الفكر المرابطي القديم، ففي مجتمع لا تكف قبائله عن التنقل، ولا تتوقف قوافله عن الترحال، كان لابد من وجود مستقر يعود الرجل إليه، خيمة وامرأة ترعاها، كانت المرأة هي الجذر الذي يربطه بالأرض والمكان، كان المرابطون من القبائل المتشددة في اتباع تعاليم الدين الإسلامي، يؤمن أفرادها بأنه لايكرم المرأة إلا كريم، ولا يهينها إلا لئيم، وهو ما لخصه الموريتانيون في مثلهم الشعبي الذي يقول "إنها عمامة الجواد ونعل الكلاب "ويتصاممون عن كل نص يفهم منهم التخفيف من هذه القدسية ...هذه النظرة المتفتحة على المرأة والاعتراف بمكانتها لم يمنع عوامل الغبن التي كانت تمارس ضدها في بعض الأحوال .

الزنجية سادنة حرث وخادمة بيت

على عكس المراة العربية في موريتانيا تتميز نظيرتها الزنجية بالحركية والنشاط والإنتاجية ، فهي ربة البيت وسادنة الحرث ، بها يسعد الرجل ومن أجله تضحي ... "بوابة إفريقيا "تجولت في مزارع الجنوب الموريتاني ــ حيث تسكن أغلبية الزنوج ــ فرأت كيف تعمر النساء المزارع ، وكيف يتحولن إلى خدم لرجالهن دون من ولا أذى ... تمسك "فاطمة جا " المحراث وهي تتحدث لبوابة إفريقيا باعتزاز وفخر معتبرة أن جلوس الرجل في المزرعة أو حلبه للماشية يعتبر إهانة للمرأة التي تمثل ستره الذي لا غنى له عنه ، وتعتز ــ فاطمة ــ بأنها رابعة نساء زوجها الخمسيني ، وترى أن رفض النساء العربيات للتعدد الزوجي تجاوز لحدود الله .

في قرى الجنوب الموريتاني يبرز التباين بين العرب والزنوج في كل الطقوس المجتمعية ، يظهر ذلك حتى في قدوم المرأة إلى أهل زوجها ، فهو عند الزنوج قدوم خادمة متفانية في خدمة أسيادها زوجها لأنها غرست من شجرة التواضع وجلد الذات والعكس عند أختها العربية فإن قدومها علي أهل الزوج يعني بالنسبة لهم قدوم ملك يجب استنفار جميع الطاقات المادية والمعنوية والعملية لقدومه لأنها غرست من شجرة الكبر والأنانية ــ حسب تعبير يحيى ــ وكما تبيح التقاليد للرجل الافريقي الزنجي في موريتانيا الزواج على امرأته تجيز له ضربها بل تندبه إليه، ف"المرأة والسوط صنوان" عند الأفارقة الزنوج ، والزواج عليها خير وسيلة لتأديبها بل والإحسان إليها وليس في ذلك ضير، بل إن إحجام الرجل الافريقي عن تعدد الزوجات، يشكل قناة يمكن الغمز منها في رجولته أو قدرته على حمل المسؤولية. لاءات العربية مصدر شقاء الرجل بموريتانيا

"لا سابقة ولا لاحقة وإلا فأمرها بيدها " مقولة شائعة في المجتمع العربي بموريتانيا ، منها تبدأ رحلة شقاء الرجل الموريتاني ــ حسب باحثين ــ وتنطلق المرأة نحو بناء جمهوريتها العسكرية .

مظاهر تدجيل المرأة في المجتمع العربي بموريتانيا جعلته يعطيها الحق في أن تأخذ لنفسها الطلاق إذا عنفها زوجها أو تحدث إليها بكلام جارح، أو تزوج عليها سراً أو عاملها معاملة "غير لائقة"، ولها الحق - اجتماعيا - في مغادرة بيتها والعودة الى بيت أهلها، إذا ما أغضبها زوجها، أو رفض تنفيذ طلباتها، وليس أمام الزوج المسكين إلا الذهاب إليها لاسترضائها وتطييب خاطرها، وإرسال الوفود لها لتقبل اعتذاره، على أن يتعهد لها بتلبية كل ما تريد، وغالباً ما تتخذ المرأة من نوبات غضبها فرصة لإملاء شروطها و طلباتها على الزوج، الذي يفرض عليه المجتمع تلبية كل ما تريده الزوجة "الغاضبة"، لأن غضب النساء أو الإساءة إليهن ليست من المروءة أو كريم الخلق الذي تفرضه العادات والتقاليد البدوية.

السياسة امرأة

وحدها المرأة العربية في موريتانيا تطمح للرئاسة وتترشح لكل انتخابات ، كما تمثل السحر الذي يلوذ به الرجل ويعتصم به لتذليل صعاب السياسة ، فقداستها الاجتماعية جعلتها تتربع على قلوب الساسة ، كما أن التجربة الديمقراطية منحتها مركزا مميزا، وفتحت أمامها كل المناصب بلا استثناء ...

في موريتانيا العديد من السيدات الناشطات اللواتي يملكن موقفا ورؤية محددة للتحديات التي تواجه بلدهن، بينهن ناشطات في المجتمع المدني، ورئيسات للأحزاب، ووزيرات وواليات وأيضا إعلاميات وفنانات، تشكيلة كبيرة ومتنوعة تعدد الرؤى والمواقف

فعلى المستوى السياسي بدا حضور المرأة في الوظائف الانتخابية لافتا حيث يبلغ عدد النساء في البرلمان 31 نائبة، بينما يشكلن 35% من أعضاء المجالس المحلية، وفزن بسبعة مناصب عمدة، إضافة إلى رئاسة مجموعة نواكشوط الحضرية -التي تمثل أكبر منصب انتخابي محلي- التي تتولاها سيدة لأول مرة في تاريخ البلاد.

وقد وصل عدد النساء في الحكومة الحالية إلى ست وزيرات، وهو رقم قياسي في تاريخ التشكيلات الوزارية في البلاد.

إلا أننا حين ننظر إلى عدد النساء السياسيات في موريتانيا نجد أن أكثرهن من العرب بينما تتراجع النسبة في المجتمع الزنجي ما يعني أن التقاليد الاجتماعية فعلت فعلها في المعادلة السياسية كما مارست سطوتها في المعادلة الاجتماعية . وفي الأخير تبقى النظرة الموضوعية إلى واقع المرأة الموريتانية المعاصرة تؤكد أنها بحاجة إلى ربيع نسائي يحد من استبداد المرأة العربية ، ويعيد قليلا من الثقة لأختها الزنجية .

- بوابة افريقيا الاخبارية

قراءة في رواية منينة بلانشيه

حظيت بقراءة باكرة لرواية منينة بلانشيه للكاتب الكبير ومعالي الوزير محمد ولد أمين فور نهاية تحريرها فقد دعاني رفقة عدد من الأصدقاء المتأدبين والمهتمين بالأدب السردي إلى قراءة جماعية لمخطوط 

الرواية وقد عدت بعد ذلك إلى هذا النص الجميل مرات عديدة ومازلت أطالعه بين الفينة والأخرى . لاحظت أنني كنت اكتشف في كل مرة زوايا وخبايا قد لا تستوقف إلا من أمعن النظر وتخطى الحواجز الابستمولوجية التي تختم غالبا على بصيرة القارئ المتسرع بغشاوة سميكة قد تمنعه من اقتحام دواخل هذا النص الرائع والملغوم والمطلسم ! لقد أيقظت في هذه الرواية الفريدة لواعج خاصة لما تميزت به شكلا ومضمونا من حرفية عالية صالحت السرد العربي الحديث مع أشكاله الحكائية العتيقة من جهة وركنت من جهة أخرى في أسلوبيتها المبدعة الى زمن روائي ملتو ومتعرج ومتوالد وقد استطاع الراوية التنقل فيه بيسر وسهولة -يحسد عليها- عبر بناء روائي متين. . مهارة أي روائي –بالنسبة لي – تتلخص في مدى قدرته على ملاعبة الزمن ...فالرواية فن دهري بامتياز وهذه الدهرية هي تمام ملكة التصوير والخلق التي تجعل بمقدور صاحبها ان ينفث من روحه على الورق فيخرج منها كائنات مستقلة وحية إلى درجة الضجيج والغلواء والشطط. الزمن الروائي في هذا النص مجموعة أزمنة متجاورة فعلا ...انه زمن الأم منينة بلانشيه تلك الإعرابية التي رمت بها صروف النوى بعيدا عن مضارب القبيلة.. فوجدت نفسها أسيرة حسيرة.. كما كانت قبلها بنات ملك اشبيلية المعتمد ابن عباد حسيرات كسيرات في قلعة اغمات منذ قرابة آلف سنة مما تعدون..! منينة بنت الزعيم مختار الأعيور شيخ قبيلة المناذير دون منازع ....الرجل الأسطوري الذي خسر عينه اليسرى بعد عراك رهيب مع أسد هصور كاد يمنع الناس من ورود منهل ماء في قفارنا الموحشة ...مختار الأعيور البطل-الصعلوك وقاطع الطريق الهمام.. حبيس قلعة تامشكط في حافة افلة حيث تتقابل الصحراء العربية بسافانا افريقيا . منينة بنت الصعلوك مختار هي بكل اختصار الدولة الموريتانية التي من سجنها ستتحول لسيدة المكان الأولى وستتزوج بباتريك بلانشيه آخر حاكم فرنسي ببلاد "البرزخ والسيبة"..وربما يعترض ناقد على أعجمية الاسم الفرنسي (بلانشيه)ككناية لبلد عربي إفريقي مسلم لكنه لن يستغرب ذلك لو تذكر ان تسمية "موريتانيا" نفسها مجرد كلمة لاتينية دخيلة اختارها لنا غزاة وقبلناها على مضض كما قبلت منينة بنت المختار هي الأخرى ان تسمى منينة بلانشيه بعد زيجة استعمارية مثيرة ! يتوالد زمن الأم منينة من اللاوعي أو اللاشيء.. أي من تجاويف دماغ احمد ولد خيبوزي او جوزيف بلانشيه وهو نسل غريب له اب بيولوجي موريتاني ومسلم ووالد فرنسي مفتقد . انه شخص متعدد ومتنافر الهويات ممسوخ ومتألم كما هي دوما البلدان الإفريقية والعربية التي خسرت جراء فاحشة الاستعمار عذريتها ونقاوتها ..ثم مع الغوص في هذه الحالة نكتشف ان تعدد الهويات مصدر مقبول للتصالح والثراء الفكري وليس سببا كافيا للبلوى والسخط. منذ الصفحة الأولى والسطر الأول يجتر الابن – الراوية مصرع الأم في حادث طيران مفجع ويحمل الكاتب الفرنسي انطوان سانت اكسبيري الذي سبق واختلط بزمكان الرواية مسؤولية قتل الأم فيقول :  "..في طريق العودة اختل توازنها عند اعتراض غيمة صغيرة لطريقها فتهاوت ..ثم تفجرت فور اصطدامها بالأرض ووجد جناحها الأيمن سليما على بعد كيلومتر واحد من الهيكل المنصهر ولم يتمكن الأسبان الذين هرعوا لإغاثة الطائرة من العثور على خصلة واحدة من شعر أمي ! كل من كان في الرحلة طيارون محترفون أو هواة من أهل الدراية بهذا الفن السماوي الجميل وكلهم كانوا من أصدقاء انطوان دو سانت اكسيبيري.. ذلك ما تشهد به الصحافة الفرنسية والعالمية في سلسلة طويلة من الصفحات الحزينة. كلهم اقتفوا أثره فحلت بهم لعنته. لذلك أتساءل هل دو سانت اكسبيري مسئول أيضا عن قتل أمي؟.." من الواضح جدا هنا ان الإحالة لسانت اكسبيري إحالة مفخخة حيث انها تربط الفاجعة هنا بالفاجعة هناك وتجعل الموت مجرد لعنة او استدعاء من عوالم أخرى وما تحميل الكاتب هنا مسؤولية قتل الأم لكاتب فرنسي مشهور الا تذكير وارد ومشروع بقتل الحضارة الأصلية الموريتانية-الإفريقية عبر لعنة التماهي مع المحتل نعم انه قتل الحضارة وأظن ان مفهوم(الحضارة أمي) عند الكاتب إدريس شرايبي قد يكون من الروافد المؤسسة لهذه الفكرة العجيبة والهلامية التي تم الهمس بها منذ السطور الأولى من الرواية. . تقنية التواصل بين الأزمنة المختلفة امتاحت الكثير من تراث العرب الحكائي خصوصا من الف ليلة وليلة وفي نفس الوقت استعملت البديع والجميل من سحر وحكمة افريقيا وحضارتها الشفوية الأخاذة. وببساطة يجد المرء نفسه متدرجا - خلال تقدمه في قراءة الرواية- على سلم متصاعد في مسار صوفي يروم عين العرفان فيتحول لكائن أثيري حينا.. وحينا يجد في الطبابة النفسانية وسائل أخرى تفيد في التواصل مع من راحوا المهم ان التواصل يقع بشكل غير مبتسر وغير قسري وليس كما يحدث غالبا في قصص الخيال العلمي التي أفرغتها سينما هوليوود من عبق التاريخ وحولتها لاسطوانة مشروخة وماسخة. حين يريد الكاتب مثلا الحديث عن ظاهرة "الهلوسات " البصرية في معرض ملاقاته للشخوص فانه يدلف بنا لعالم "الاكتوبلازم" البلوري المجنح والواهم بعفوية رائعة انظر مثلا كيف يصف نقطة البدء في هذا الوصال الغريب : ساعتها أخذت أصوب بصري بقوة نحو نقطة الضوء الأزرق فشرعت تتمدد وتكبر ورحت أتدحرج نحوها بهدوء على أنغام موسيقى خافتة بل ربما حزينة إذ فيها كثير من همسات العابرين على رصيف الذكريات المقصية والبعيدة..وعمني ضوء شفاف فضي أو بلوري وكان ما كان ! للمكان سطوة خاصة في هذه القصة النادرة حيث ينتقل القارئ من أزقة بروكسيل وساحاتها بما فيها نصب "مانكن بيس" وهو تمثال مشهور لولد غض يتبول واقفا ـومنتصبا بشكل دفع الراوية لاشتياق أيام البدو ونعماء التبول في العراء فيعود بنا في لمح البصر من عاصمة أوروبا إلى أرض البداية والبداوة ! لا يفوت على الكاتب وهو ببروكسيل ان ينوه بافريقيا المهاجرة معه هناك ويتضح ذلك في أكثر من موضع وفي أكثر من شخص وعلى سبيل المثال استوقفني كثيرا وصفه لتلك الحسناء الرواندية التي تصرف على عجوز بلجيكي من شبابها ويصرف عليها من ماله فكتب عنها يقول :  ":...لم استطع منع بصري من التجول الشره والبحلقة الآثمة في جسدها البهيج ..لقد تبدت لي فوق العشرين بسنوات قليلة..وكان لون بشرتها الحليبي المخلوط ببن القمم الخضراء وقهوتها يكسوها بملاءة براقة كأنها ملاءة الإنسان الأول.. وكانت قسماتها الحادة بلقيسية جدا وكان جيدها نفرتيتيا بامتياز ووصلتني همهمة ضحكاتها شبه المكتومة وهي تؤكد من بعيد ذكاء وملاحة صاحبتها..."  في طيات هذه الرواية غزل عجيب بإفريقيا أي "بماما إفريقيا" حاضنة الإنسان الأول ومهجع الذاكرة السحيقة للإنسان ولا أظن ان أحدا من كتاب العربية تطرق ببلاغة وسحر لصلاتنا العتيدة بهذه الأرض وسكانها أكثر من صاحب منينة بلانشيه ولاغرو فموريتانيا كانت وستبقى همزة الوصل الرئيسية بين فضاءات العرب والزنج الذين يشكلون معا البنية العرقية لهذه القارة الأم. من قلعة تامشكط حيث يبدأ التسلسل المكاني الفعلي في رحلة شعراء بثلاثينيات القرن المنصرم نصل لانيور ثم عبر مجاهل السودان الفرنسي إلى خاي حيث ستركب العزيزة منينة قطار المجهول نحو الغرب مستعينة بتوصية فرنساوية وأخرى عربية سطرها شاعر مغرم . ما أجمل هذه الثنائية العربوفرنسية ! شاعرية المكان وجلالته تصل لأوجها في سرد مسار نواكشوط التي ستتحول الى موطن البطلة الرئيسية وعاصمة الأمة الوليدة تباعا لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد حيث تفرض مخيلة الكاتب علينا تجرع صراع غرائبي بين العاصمة وشبح منينة نفسها وتبدع هذه المخيلة الخصبة أيما إبداع في تأجيج التقابل والتناظر بين الأم-العاصمة والأم-الحاضنة... مستخدمة لذلك نوعا من المدركات الروحية تضرم بها نيران الشوق القاتل واللعنة المكبلة ويضفي ذلك على خاتمة الرواية بعدا فلسفيا عجيبا يحيل لمحنة السلطة والصراع عليها بين المتغلب المناقض لفطرة العدل والوريث الباحث عن حقه في أملاكه المغتصبة !  انه صراع جدلي رائع يوصل القارئ لشواهق اللذة وينزله لوهدات الألم في سرعة خارقة ومارقة ويلخص بألمعية مأساة السياسة وعثراتها في هكذا دول لم تستطع التكيف بعد مع الحداثة ورح العصر. يعتبر الكثيرون ان رواية موسم الهجرة للشمال للفقيد الطيب الصالح لخصت محنة الهويات المتصارعة وجدلية التكامل والتنافر بين شعوب وحضارات الشمال والجنوب لكن هناك زوايا مرت على الفقيد السوداني الكبير دون ان يقف عندها استطاع محمد ولد امين تلافيها وتطويعها بحركات أخاذة وعبقرية جعلت من منينة بلانشيه عملا كبيرا يتجاوز تماما موسم الهجرة للشمال ويستتبعه لأن منينة بلانشيه وبكل بساطة كشكول زاخر من الهجرات الشرقية والغربية الشمالية والجنوبية . هذا الكشكول سلط الضوء على أسطورية و"إحيائية" الثقافة الإفريقية وتصالحها الشفاهي مع التصوف الإسلامي وامتداد التواصل متعدد الأبعاد عربيا وافريقيا مع علوم الميتافزيقا الغربية خصوصا علم الباراسيكولوجيا بما يوفر من الانسجام الكامل بين فيوضات المتصوفة والإسقاط النجمي..بين الولاية والتخاطر.. وكل ذلك تم بشكل سلس وعفوي يؤكد ان المعرفة الإنسانية محبة مشتركة وهنا تخطى صاحبنا بجدارة كل من سبقوه في صياغة الرواية الحضارية. كتبت هذه الرواية القصيرة والماتعة لحد الإثارة القصوى بلغة جزلة فخمة واضحة وبعيدة عن التكلف والإطناب ومرد ذلك تجربة الروائي نفسه الذي عمل في قارات متعددة واختلط بثقافات كثيرة ولا يخفى على أي متفطن وجود بصمات من الكتابة الغربية الواضحة في أسلوبه حيث تجنب الإكثار وتوخى الدقة فجاءت المضامين قوية وفي حلة بسيطة وزهيدة وكأنها مجرد توصيف محكم لدواء محدد الكم والكيف لا منمقات لغوية فيه ولاحشو ولا إبراز عضلات معرفية . يستطيع أي قارئ مهما كان مستواه المعرفي ان يستمتع بهذه الرواية في المطالعة والتأمل لكنه سيكتشف في كل مرة عبارة مدفونة هنا او هناك تقلب فوقه المضامين والإيحاءات رأسا على عقب وهذا هو عنصر القوة والجمال الأكبر في أي عمل أدبي وهو عنصر لا يفوت على من له اهتمامات أدبية وفلسفية معمقة.  سبق ونشر محمد ولد امين رواية مذكرات حسن ولد مختار ونالت حظها من النجاح محليا وجعلت صاحبها معروفا في الأوساط الأدبية الموريتانية بعد ان عرفه الناس في عوالم السياسة والصحافة لكنه بهذا الإبداع الجديد والأصيل انتقل بالرواية الموريتانية نحو العالمية وحجز لها مكانا مكينا في الأدب الإنساني وحسب تصوري كمهتم بفن الرواية صار من حقنا ان نطالب إخوتنا قراء الضاد بالالتفات نحوه –ونحونا- وان نقول لهم بكل صراحة انه من الممكن ان يكتب موريتاني رواية تضاهي الروائع العالمية الخالدة ومن حقنا عليهم ان يحتفوا بصاحبنا تماما كما احتفينا بكتاب القاهرة ودمشق..وبكتاب بغداد ومراكش ! الأدب أنساني او لا يكون...فهو فوق الولاءات والانتماءات لذلك ليس هناك أي مسوغ مقبول لتجاهل البعض لنا واعتبار أدباء الثغور مجرد هواة خصوصا ان هذه الرواية المتمردة والمحمومة استطاعت التميز بموسيقاها الداخلية الخافتة وتمكنت من الخروج على نسق نجيب محفوظ السائد في العالم العربي فهي تختلف في مضامينها وتقنياتها عن كل ما هو مألوف في سوق النشر العربي الذي كثيرا ما وصفه النقاد الأجانب: بالفضاء القاحل رهين البوتقة الظرفية الضيقة .!  اقرؤوا هذه الرواية يا عرب... وستعرفون ان موريتانيا البعيدة أضافت لبنة جديدة لصرح الأدب العربي الحديث اقرؤوها واحكموا بأنفسكم.

عبد الرحمن ولد ودادي

مقولات لاكثر الشخصيات عبقرية

من المعروف ان أينشتاين ساهم في تغيير نظرتنا للكون بالنظرية النسبية، وقدم في حياته أكثر من 300 إنجاز علمي كبير.
فما الذي يمكن أن نستفيده من هذه العقلية الفذة؟!
لنرى من خلال هذا الموضوع 10 نصائح هامة لأحد أكثر العقول عبقرية في القرن العشرين:

1. المثابرة كنز لا يقدر بثمن:

يقول أينشتاين: ” ليست الفكرة في أني فائق الذكاء، بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتاً أطول في حل المشاكل! ”
فيعتبر أينشتاين أن العبقرية عبارة عن 1% موهبة و99% عمل واجتهاد. فلا يوجد عباقرة بالفطرة بل يوجد مجتهدون يسعون لتحقيق ما يؤمنون به لأنفسهم ولمن حولهم، ولا يفشل حقاً إلا أولئك الذين يكفون عن المحاولة!
وتذكر أنك إن أردت أن تبحث عن الفرص فابحث عنها وسط الصعوبات!

2. اتبع فضولك:

يقول أينشتاين: ” ليس لدي أي موهبة خاصة. لدي فقط حبي للاستطلاع! ”
فلا تمنع نفسك من السؤال ولا تتوقف عنه،

3. المعرفة تأتي من الخبرة:

يقول أينشتاين: ” المعرفة ليست المعلومات، فمصدر المعرفة الوحيد هو التجربة والخبرة ".
فالمعرفة ليست مجرد مجموعة من المعلومات التي يمكن لأي منا الحصول عليها دون أي جهد يذكر، بل المعرفة الحقيقية هي العمل باجتهاد لاكتساب الخبرات.
وبنفس المعنى له كلمة معبرة جداً يقول فيها أن الثقافة هي كل ما يتبقى في عقولنا بعد أن ننسى كل ما أخذناه في المدرسة!

4. تعلم قواعد اللعبة أولاً:

يقول أينشتاين: "عليك أن تتعلم قواعد اللعبة أولاً، ثم عليك أن تتعلم كيف تلعب أفضل من الآخرين”
وله مقولة أخرى بنفس المعنى يقول فيها أننا بمجرد أن ندرك حدود إمكانياتنا تكون الخطوة التالية هي السعي لتخطي هذه الحدود. فلا يستطيع تحقيق المستحيل إلا أولئك الذين يؤمنون بما يراه الآخرون غير معقول!

5. ابحث عن البساطة:

يقول أينشتاين: "إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 6 أعوام فأنت نفسك لم تفهمها بعد!”

فأي أحمق يستطيع أن يجعل الأمور تبدو أكبر وأكثر تعقيداً، لكنها تحتاج للمسة من عبقري لتبدو أبسط!

6. الخيال أكثر أهمية:

يقول أينشتاين: "الخيال أهم من المعرفة. بالخيال نستطيع رؤية المستقبل”

كما أن الخيال هو الدافع الذي يحفزنا لنطور أنفسنا بالابتكار والتجديد.

7. ارتكب الأخطاء:

يقول أينشتاين: "الشخص الذي لا يرتكب أي أخطاء لم يجرب أي شيء جديد"!
وله كلمة أخرى يقول فيها أن الطريقة الوحيدة لعدم ارتكاب الأخطاء هي عدم القيام بأي أشياء جديدة!

8. عِش اللحظة:

يقول أينشتاين: ” لا أفكر أبداً في المستقبل، لأنه سيأتي قريباً في كل الأحوال "!

9. ابحث عن القيمة:

يقول أينشتاين: ” لا تكافح من أجل النجاح، بل كافح من أجل القيمة ”

10. لا تتوقع نتائج مختلفة:

يقول أينشتاين: "الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة!”
فلا يمكننا حل المشاكل المستعصية إذا ظللنا نفكر بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل. ولأينشتاين وجهة نظر غريبة بعض الشيء في حل المشاكل فيقول: "إذا كان لدي ساعة لحل مشكلة سأقضي 55 دقيقة للتفكير في المشكلة، و5 دقائق للتفكير في حلها!”  لهذا يجب ان نستفيد من هذه المعلومات القيمة

شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - اهم 10 مقولات لاكثر الشخصيات عبقرية
 

توقيف شاب وفتاة حاولا الحصول على أقراص للإجهاض

 

 

أفادت مصادر إعلامية مطلعة نقلا عن آخرى طبية أن أحد الأطباء بقسم الحالات المستعجلة في المستشفى الوطني، حضرت إليه فتاة رفقة شاب، يريدا بعض الأقراص للإجهاض.

وقالت ذات المصادر، إنهما قدما على الطبيب وقال له الشباب بأنه زوج الفتاة، ويرغب في حصولهما على أقراص للإجهاض، وهو ما جعله يقوم بإبلاغ الشرطة التي حضرت وقامت بتوقيفهما على الفور. مضيفة مصادر أخرى أن المعلومات الأولية تفيد بأنهما يدرسان في مؤسسة تعليمية واحدة، ويبدو أنهما على علاقة غرامية، تطورت إلى ظهور الحمل.

أغنى 10 نساء في العالم.....!

لا تقتصر قوائم الأثرياء على الرجال فقط، فهناك أيضاً سيدات جمعن ثروات كبيرة وأصبحن يوصفن بأثرى نساء العالم، وهذه قائمة بأغنى 10 نساء في العالم..

اِقرأ المزيد...