اللبنانيون في موريتانيا بين مغريات البقاء وهاجس العودة

 

عرفت موريتانيا منذ أكثر من سبعة  عقود هجرة العديد من العائلات اللبنانية للعمل في هذا الركن القصي من المغرب العربي يقدر عددهم بالمئات  وتعددت مجالات المهن التي مارسها اللبنانيون في موريتانيا و تنوعت رغم انحصارها في الآونة الأخيرة  في المجال التجاري .

"اللبنانيون في موريتانيا من مهاجرين الي صناع قرار"

شهدت موريتانيا تزامنا مع استقلالها عام 1960 هجرة العديد من المواطنين العرب وكان اللبنانيون من اوائل مواطني الدول العربية الذين هاجروا الي هذه الارض  كمدرسين وأطباء واكبوا النشأة الأولي للدولة الموريتانية وهو ماخولهم للوصول الي مراكز صنع القرار في فترة محددة من الزمن مكنتهم في مابعد من الحصول علي الجنسية الموريتانية وتقلد بعض  المناصب السامية في الدولة الموريتانية  ومن بين تلك العائلات   "اسرة آل كامل" التي كانت إحدي بناتها زوجة للرئيس الموريتاني  الاسبق معاوية ولد سيدي احمد الطايع وهي "سادية محمد كامل "التي توفيت في بداية التسعينات وعائلة  محمد نسيم كوشمان الذي عينته موريتانيا في عام 1961 عضواً في وفدها الى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم مندوباً دائماً لموريتانيا لدى الأمم المتحدة وسفيراً لها في واشنطن.

بعد ذلك توالت هجرة العديد من الأسر اللبنانية الي موريتانيا كأسرة"آل عزيز" وآل شيتو" وغيرهم من العائلات التي تخلت في ما بعد عن جنسيتها اللبنانية لصالح الجنسية الموريتانية وانصهرت انصهار كليا في المجتمع الموريتاني .وتقول" ليلي منت عزيز" وهي  موريتانية من أصل لبناني التقاها مراسل بوابة افريقيا" في نواكشوط  ان اللبنانيين في موريتانيا يعيشون علي ثنائية البقاء في هذه الأرض التي احتضنتهم وأحبوها وبين خيار الرحيل الي لبنان موطنهم الأصلي الذي يكنون له كل التقدير .

"اللبنانيون تجار ورجال أعمال  "

رغم تميز اللبنانيين في مجال التجارة في العديد من الدول الإفريقية وسيطرتهم علي جميع مناحي الاقتصاد فيها، عرفت موريتانيا نهاية التسعينات هجرة عدد من اللبنانيين عرفوا  باستثماراتهم المحدودة خاصة في مجال المطاعم وتقدر المطاعم اللبنانية في العاصمة نواكشوط  وحدها  والتي يملكها رجال أعمال لبنانيين  بأكثر من خمسين مطعما تتوزع في عدة أحياء من المدينة وغالبيتها في حي "تفرق زينة الراقي".

ويعتبر مطعم "الأمير"احد اكبر المطاعم في نواكشوط الذي حظي بشهرة واسعة وعرف بكثرة مرتاديه .ويقول "احمد العطار"وهو مستثمر لبناني في مجال المطاعم بموريتانيا انه ورغم ان اللبنانيين لايشكلون قوة اقتصادية في موريتانيا  الا انهم مرتاحون هنا مضيفا  ان الشعب الموريتاني كما يقول شعب بدوي مسلم يحترمنا كعرب وضيوف.واجمع كل من تحدثوا الينا من اعضاء الجالية   اللبنانية في نواكشوط عن ارتياح لواقعهم في موريتانيا، رغم صعوبة وضعيتها الاقتصادية  التي دفعت بالعديد منهم الي مغادرتها باتجاه بعض الدول الافريقية كالسنغال وساحل العاج وغينيا بيساو .

بوابة افريقيا