الشهادة التاريخية للعلامة سيدي عبدالله بن الحاج إبراهيم في نسب أسرة آل مولاي عمار. بقلم : د . محمد الراظي بن صدفن

يعتبر علم الأنساب من العلوم النافعة التي تمكن الناس من التعرف علي أنسابهم من خلال إتباع القواعد العامة المنهجية المتعارف عليها في هذا المجال و إعتماد المصادر الموثوقة ذات المصداقية التي توصل إلي الحقيقة.

لقد عرف هذا العلم رواجًا كبيرًا في إهتمامات العلماء الشناقطة و خاصة بعد النهضة العلمية و الثقافية التي عرفتها البلاد خلال القرنين السابع و الثامن عشر الميلاديين عندما تطورت حركة التأليف و تنوعت الأبحاث و الدراسات في القطر الشنقيطي التي طالت جميع المجالات المعرفية بما في ذلك أصول السكان و جذورهم التاريخية وعلاقة القبائل بعضها ببعض .
في هذا السياق ، فإننا نتناول الشهادة التاريخية التي قدمها سيدي عبدالله ولد الحاج إبراهيم في نسب آسرة آل مولاي عمار للتأكيد علي تقيد العلماء بتحري الصدق و الآمانة في الإستقصاء و نقل الأخبار و إبراز مصادرها و ذلك بما يتوافق في نظرهم مع الكتاب و السنة.
لأن معرفة النسب و سيلة للتعارف و هي في ذات الوقت معينة علي صلة الرحم . و هنا لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر إلي أخي و صديقي الأستاذ الدكتور أحمد بن حبيب الله الذي شارك معي في تدقيق و التثبت من هذه الشهادة التاريخية ذات القيمة المعرفية الكبيرة.
“إن العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي (1153-1233ه/1738-1818م علامة تحرير،طار ذكره و انتشر ،واشتهر علمه في الآفاق و أبذعر ،ما عاصره مثله، علما و فهما،مكث أربعين عاما يرتاد لطلب العلم،لم يشبع منه،يأخذ عن من وجد عنده زيادة،حتى انتهى إلى الغاية القصوى….”(الوسيط ص:38).
وهو صاحب “العلم العميم،والذوق السليم….أعطته العلوم بأزمتها ،فصار من علماء أئمتها،حاو جميع الفنون،كثير الشروح و المتون…مآثره لا ترام بالحصر !!(الوسيط39).
و إذا كان هذا العلامة قد وثق نسب قبيلتي:إدوعلي و الأغلال نثرا بكتابه الرائد :”صحيحة النقل في علوية إدوعل وبكرية محمد غل الذي حققه ودرسه الدكتور التجاني ولد عبد الحميد،إذا كان قد وثق نسب هاتين القبيلتين نثرا،فإنه وثق أيضا نسب أسرة أهل مولاي عمر الشريف الحسيني نظما بهذه المنظومة السلسة و الطريفة التي بدأها بقوله:(نصها في الملحق):
مالي وسيلة سوى حب النبي و حب آله وذاك مذهبي
و المنظومة هذه مؤلفة من سبعة و عشرين بيتا من الرجز التام!!
ولقد تتبع الناظم سيدي عبد الله رحمه الله،سلسلة نسب الشريف الحسيني مولاي عمر مستهلا بسلسلة الذهب التي نظمها سابقا.
و الحق الذي لا محيد عنه أن الناظم أجاد و أفاد في التدقيق و التوثيق و التحقيق في شرف هذه الأسرة الموجودة في المغرب و موريتانيا على نهج أهل الحديث و الأصول و هو رائدهما في موريتانيا بدون منازع فكتبه التي وضع الله لها القبول و أقبل عليها الناس تعليما و تعلما، و بذلك بث بها العلم في صدور الرجال و النساء إلى يوم القيامة!!
و قد ختم العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم المنظومة بقوله الرائع و الماتع :
سلاسل من نسب و حسب لم تحكها سلاسل من ذهب
يا طيبها من نسبة زهاها أن كان أصلها النبي طه
و نقول،ولا قول لنا:إن هذه المنظومة جاءت وثيقة ناطقة و شهادة بالحق و الحقيقة الناصعة في شأن شرف هذه الأسرة /القبيلة الكريمة و المشهورة!!
إن هذا التقديم حديث مرتجل و قدير معجل من هذا النظم الجليل و الجميل!!
و الله الموفق للصواب و إليه المآب!!
مالي وسيلة سوى حب النبي وحب آله وذاك مذهبي
من أجل ذا أردت أن أتجرا بقصد نظم بعض سادات الورى
آباء إبراهيم نجل عمرا الحجة الفرد عديم النظرا
لأنه بدأ سلاسل الذهب وكنت قد نظمتهم فيها ذهب
فقلت إذ أردت أن أتمما ببعض من من نسله له أنتمى
عمر بن محمد بن مصطفى بن محمد الأمين ذي الوفا
نجل الولي عابد الرحمن العالم المشهور بالإحسان
نجل الرضى عبد العزيز الطيب فرع الخليفة العريق النسب
نجل علي نجل يحيى الكامل المستفيض الدين و الفضائل
وكيف لا وراشد أبوه والمجد في أفعاله يجلوه
وإن رفعت راشدا في النسب فانسب إلى فرقان شمس الأدب
فحسن إلى حسين ابن أبي بكر بن مؤمن العريق النسب
وراثة عن أصله عبد القوي إذ نبله حساب كل مرتوي
نجل محمد فتى الثناء والمجد و الترفيل و الذكاء
شنشنة من عابد الرحمن والده الفيض العظيم الشاني
سليل إسماعيل خير موئل ثمام كل ممحل وأرمل
سليل إدريس عظيم الجاه أعني به دفين بيت الله
وانسب إلى محمد النبراس من نوره ما شئت من مقياس
فالحسن الخالص نجل العسكر نجل علي بن محمد السري
نجل الرضى علي العلي سليل موسى الكاظم الزكي
فجعفر الصادق نجل الباقر محمد الباهر كل ماهر
سليل زين العابدين فاطرب ماشئت من جمال هذا اللقب
والده الحسين من بكر بلا نال الشهادة إمام الفضلا
نجل الإمام الطاهر الأصول زوج البتول بضعة الرسول
سلاسل من نسب و حسب لم تحكها سلاسل من ذهب
يا طيبها من نسبة زهاها أن كان أصلها النبي طه
صلى عليه فالق الإصباح ومتحف الأرواح بالأشباح