حول مكب الإحتقار ....صلاح الدين نافع

الاحساس بعدالة القضية يولد حالة إستثنائية من الصمود والاستبسال وقضية "تفيريت "عدالتها كقرص الشمس وضوحا في كبد السماء، ساكنة تلك القرية  الواقعة علي طريق الامل

اِقرأ المزيد...

الحجاج الموريتانيين ورحلة التيه المبكر.

صباح اليوم أوفدتني إذاعة نواكشوط الحرة ووكالة نواكشوط للأنباء لتغطية ظروف الحجاج الموريتانيين من داخل مباني جامع ابن عباس.

تفاجئت عند الوصول إلى حرم المسجد بالحضور المكثف لعناصر قوات مكافحة الشغب وهي تحكم قبضتها على المكان وتسد الأبواب في وجه الحجاج والإعلاميين على حد سواء دون النظر في طبيعة المهمة وللقصد من المجيء إلى المكان في الأصل.

اِقرأ المزيد...

اضحك مع السلطة الحاكمة / محمد الأمين ولد الفاضل

لقد قالت العرب قديما بأن شر البلية ما يضحك، وإذا ما أراد أحدكم أن يتأكد من صدق هذا القول فما عليه إلا أن يتابع قرارات وتصرفات وانجازات السلطة القائمة التي ابتلينا بها ليتأكد فعلا بأن شر البلية ما يضحك.

اِقرأ المزيد...

لماذا لا تغير الأحزاب في قياداتها؟ / الولي ولد سيد هيبه

يتجه حزب لإتحاد من أجل الجمهورية إلى تعيين ثالث رئيس له في غضون حمس سنوات و هي التغييرات التي تأتي في خضم حجم من التحولات ما كان لها أن تغير الجمود المتبع نهجا و خيارا مفروضا في الأحزاب الأخرى لولا الاستجابة من ضغوط داخله

 

و رسائل واضحة إلى مكتبه التنفيذي بضرورة التغيير لتلافي الأخطاء التي يتم الوقوع فيها ورصدها و إحصائها و رأب التصدعات التي تحصل من جراء ذلك. فهي إذا سنة حاز بها الحزب على السبق السياسي على وجه لا يمكن غض الطرف عنه و متمثلا في الابتعاد عن الزعامة استاتيكية الثابتة و بعيدا عن المسائلة والمحاسبة والامتثال لأي سبب من الأسباب التي تقر تنحيته واستبداله. فلما كانت الرئاسة الأولى لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية بعيد تأسيسه من نصيب الرئيس محمد ولد عبد العزيز فإنه قد تنحى عنها لما لم تعد متطابقة مع رئاسته الدولة التي جعلته في وضعية أضحى فيها فوق الأحزاب بوصفه رئيسا لكل الموريتانيين، فقد آلت رئاسة الحزب من بعده إلى السيد محمد محمود ولد محمد لمين الذي تولى القيادة بعد انتخابه في أول مؤتمر للحزب لتولي هذه المهمة. وظل محمد محمود الذي اتسم بالوسطية في التعاطي مع مجريات الأحداث في فترة عرفت فيها الساحة السياسية أوج أزماتها وطبعتها سجالات حادة بينه وبين الأغلبية التي ينتمي إليها وبين أحزاب المعارضة الغير محاورة التي تميزت وتتميز بمواقف حادة وصلت إلى حد مطالبة الرئيس ولد عبد العزيز بالرحيل. و لم يسلم الحزب طيلة رئاسته بالرغم من قدرته على المعالجات السياسية الهادئة والمتأنية حتى كانت جملة من الاخطاء أثرت في النتيجة العامة التي حصدها الحزب في النيابيات والبلديات الأخيرة وهي الاخطاء التي كان على الحزب أن يراجع على ضوء افرازاتها مسطرته السياسية لتلائم متطلبات الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولم تكتفي التغييرات بتعيين رئيس جديد للحزب بل طالت تعديلات هامة في مكتبه التنفيذي وبعض هياكله الأخرى. ولم يمض على ذلك وقت طويل حتى نظمت الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز وخلال الشوط الأول بمأمورية ثانية. ولكن المراجعة العامة لسير الحملة الرئاسية اثبتت أن دور الحزب مثله مثل الحملة الرئاسية جاء دون المستوى المطلوب واثبتت أنه لولا الحملة الفردية التي قام بها المرشح عبر كل ولايات الوطن والخطاب الذي استطاع أن يقدم للموريتانيين وكذلك البرنامج الذي وضع لمأمورية ثانية استطاع أن يقنع بانجازات الخمس سنوات المنصرمة، وبأن البرنامج القادم سيتم تنفيذه في إطار مواصلة العمل الذي تم القيام به حتى يصل بالبلاد في حالة من الربط المتواصل إلى مستوى من التنمية يلبي متطلبات الشعب ويلائم مقتضيات الحداثة في ظل دولة القانون العادلة والديمقراطية كما كان واردا في خطاب الحملة وبرنامجها. ولولا إذن هذا الجهد الفردي المفعم بقوة الارادة والتوفيق في شرح الانجازات التي تمت خلال الخمسية المنصرمة وتقديم برنامج حمل تعهدات جديدة لامست في نوعياتها وما اكتنزت في طياتها من الآفاق المستقبلية شغاف نفوس كل الشرائح المهمشة والمغبونة والمغرر بها ضمن مقاربات سياسية وحقوقية أخرى، لولا كل هذا إذا لما كان لإدارة حملته التي كان طاقمها جيدا ومتنوعا، أن يصاحب هذا الجهد الفردي حتى يستفيد لوضع الحملة في سياقه العملي والمنهجي بشكل مقبول. وأما الحزب فقد تأثرت حملته التي طبعها ضعف شديد وارتباك ملحوظ بجملة من العوامل التي منها الخارجي والداخلي، فأما الخارجي فقد سببت التغييرات التي جرت على هيكلته عطلا في ميكانيزمات الديناميكية مما قلص عطاء هياكله القاعدية. وكان للحسابات الضيقة التي تأثر بها البعض من المناضلين الذين عرفوا بالنشاط والانسيابية في العمل السياسي رجع غير محمود على مردود العمل عموما وداخل الحزب على وجه الخصوص لما أن كان الأمر كذلك فإن الحزب لم يستطع أن يوجه مناضليه بما كانت تتطلبه وتلح عليه الحملة من جهة ولا كذلك أحزاب الأغلبية بوصفه اكبر حزب فيها من جهة أخرى وظل يراوح مكانه حتى جرت الانتخابات وقد استطاع الشعب بعيدا عن توجيهات الحزب وغيره من الأحزاب والمبادرات التي كان أهلها أقل إقناعا من المرشح محمد ولد عبد العزيز أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع ويدلي بصوته في حرية حيرت الأحزاب وقطعت بأيديهم حبائل توجيهاتهم التي تحمل أطماعهم بعد فرز النتائج أكثر من مصالح الشعب وبناء واستقرار الوطن. وبذلك فإن الانتخابات الرئاسية المنصرمة شكلت في حد ذاتها ومن غير المتوقع منعرجا يفضي إلى الجدية السياسية ويدفع إلى وجوب التغيير في صفوف الزعامات والقيادات محاسبة وتحديدا حتى تظل أنفاس الأحزاب صافية من عوالق الإخفاقات و الخيبات والأخطاء ويظل التغيير يصاحب المستجدات بكل أبعادها وعطائها ولما أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بدا مهتما بهذا الوجه من ضرورة التحول ومراجعة المسار وقام عمليا بتحويل ذلك إلى علامات في التغيير فإن الأحزاب الأخرى معارضة ومن الأغلبية مطالبة هي كذلك وفي هذا الظرف الفاصل أن تتبنى هذا النهج فتسائل وتحاسب وتصاحب التحولات وصولا إلى المطالبة بضرورة إدراج معطى التغيير في السنن المؤكدة لعقيدة الأحزاب السياسية و العمل به لاستكمال ملحمة بناء طود النهج الديمقراطي الذي يلائم خصوصيات البلد.

ويبقى أن القيادة السياسية للاتحاد من اجل الجمهورية، التي تأخذ و تعمل مرة أخرى نهج التصحيح واحتساب ضرورة التغيير، مطالبة بالنظر المتمعن إلى واقع الحزب وهياكله و بالوقوف عند مسطرة السلوك العامة المتبعة بداخله وأساليب التعاطي مع المعطى النضالي والعمل الميداني حتى تعيد المياه التي تعكرت إلى مجاريها ويتجه إلى استغلال طاقاته المهدورة ورد الاعتبار لمناضليه الأكفاء الذين استعصوا على كل الهزات التي عصفت بالحزب طيلة مسيرته و بقوا بعدها ثابتين.

""صراعنا مع النظام العسكري""بقلم: حبيب ولد الداه جاكيتي

من المؤلم حَدَ الجنون أن نعيش في وطن ، على طرفيْ نقيض في كل تجلياته الباعثة للقلق يوما بعد يوم  ..

اِقرأ المزيد...

هل تحولت وسائل الإعلام إلى أجهزة إعدام؟/ د. فيصل القاسم

وسائل الإعلام ليست مجرد سلاح ذي حدين أبداً، بل هي سلاح متعدد الحدود، فبقدر ما يمكن الاستفادة منها للتثقيف والتعليم والاطلاع، بقدر ما يمكن أن تكون أداة خبيثة للفبركة والتوهيم والإيهام وخلق عوالم افتراضية لا وجود لها إلا على الهواء. ولعل أكثر دورين يتم تناولهما عند الحديث عن أدوار وسائل الإعلام، هما التنوير والتزييف. لكن الدور الذي لا يقل خطورة يكمن في كون تلك الوسائل أداة رهيبة للتبليد ونزع المشاعر والأحاسيس وتحويل الناس إلى قطعان وماكينات استهلاكية مجردة من الإنسانية. وبما أن وسائل الإعلام تستخدم كل تقنيات علم النفس القديم منها والحديث، فقد نجحت في التلاعب بمشاعر الجماهير، إن لم نقل تمكنت من إزالتها في أحيان كثيرة من الصدور ليتحول ملايين المشاهدين والمستمعين والقراء إلى مجرد قطعان فاقدة الإحساس. لا شك أنها نعمة كبرى أن يتأقلم الإنسان مع أي بيئة جديدة، وأن يتحمل كل المصاعب والمشقات والألم بعد سنوات من العيش الرغيد، وان يقبل بالعيش في عالم مليء بكل أنواع المآسي بعد أن تعود على العيش في عالم جميل. ومن المعروف في علم النفس أن الإنسان بحكم العادة يتعود على أفظع العادات والتجارب على قساوتها وبشاعتها. صحيح أن الصدمة تكون قوية عندما يشاهد الإنسان منظراً دموياً للمرة الأولى، لكن عندما يشاهده اكثر من مرة يفقد المشهد دمويته ووحشيته، وربما يصبح شيئاً مألوفاً. وذكر لي أحد سكان دمشق أنهم في المرة الأولى التي سمعوا فيها اصوات القذائف بالقرب من مسكنهم كادوا يموتون من الرعب، لكن مع الأيام، بدأ الأطفال يجلسون على شرفة المنزل ويشاهدون القذائف، لا بل يتجادلون بطريقة لا تخلو من المتعة حول فيما إذا كانت صاروخية أو رصاصية أو غير ذلك. وفي أحد المسلسلات الكوميدية اللبنانية، بدأ يشتكي البعض بعد انتهاء الحرب من اضطرابات في النوم، وفي أحد المشاهد يشتكي صديق لصديقه من عدم قدرته على النوم بعد أن هدأت أوضاع البلد، فيقوم الصديق بتشغيل شريط مُسجل من الانفجارات، ويضع آلة التسجيل بالقرب من سرير الشخص الذي يعاني من قلة النوم، فعندما يسمع أصوات الانفجارات يغط في نوم عميق. لقد كنا نتألم ونتضور حزناً لمجرد مشاهدة دجاجة تـُذبح أو عنزة تـُسلخ أو شجرة تـُقلع أو طفل يبكي. أما الآن في عصر «على الهواء مباشرة»، فقد كدنا نفقد أحاسيسنا ومشاعرنا لكثرة ما شاهدناه من فواجع ولحوم بشرية متطايرة وكوارث يشيب لها الولدان. إن أعصابنا في طريقها إلى التبلد فعلاً. لا شك أننا كنا نُصاب بكم هائل من الانزعاج والتوتر والألم عندما كانت الشاشات تنقل لنا مباشرة مناظر القصف والتدمير والفواجع، لكن من سخرية القدر فقد بدأنا نألف الفظائع وسفك الدماء والشواء البشري بعد أن أصبحت مادة يومية لأجهزة الإعلام. لقد كان البعض يفقد شهيته للطعام لأيام بلياليها لمجرد أنه شاهد منظراً مزعجاً، أما الآن فترانا ندخن الشيشة، وننفخ دخانها باسترخاء عجيب ونحن نشاهد بناية كبيرة انهارت فوق رؤوس أصحابها أو زلزالاً فظيعاً ضرب مدناً وقرى فمحاها عن وجه الأرض. لم تعد مناظر الدمار والخراب والبؤس الإنساني تثير فينا الكثير من الألم والأسى حتى ونحن نتناول طعامنا. وقلما تجد شخصاً يتوقف عن تناول وجبته لمجرد أنه شاهد منظراً فظيعاً على الشاشة. ربما يغير القناة، لكنه على الأرجح لن يضحي بصحنه اللذيذ حزناً على ما رآه من أهوال حية ومباشرة. لقد زادت قدرتنا على النسيان بشكل عجيب في عصر السماوات المفتوحة والنقل الحي لمآسي المعمورة. فقد غدا الكثير من الكوارث التي مرت بنا قبل أشهر مجرد ذكريات عابرة. وليس صحيحاً أبداً أن التليفزيون الحديث زاد من قدرة الشعوب على الانتفاض والتحدي والثورة. لقد فعل العكس تماماً كما لو كان مُخدراً عجيباً في بعض الأحيان. كثيرون زعموا أنه لو توفرت وسائل العولمة الإعلامية عام 1948 لما ضاعت فلسطين، ولكان الناس ثاروا وحرروها على الفور. وهذا طبعاً هراء في هراء. لقد نقلت لنا التليفزيونات غزو العراق لحظة بلحظة، وأظهرت لنا هول الفواجع والمآسي والأجساد الممزقة والرؤوس المقطوعة وصور الأطفال المخنوقين بالأسلحة الكيماوية في سوريا وفلسطين، لكننا اكتفينا بالتعلق بالشاشة كما لو كنا نشاهد مباراة كرة قدم بين فريقين لدودين، واستمتعنا بكل ثانية ودقيقة من تلك المبارزة الدموية الجهنمية الرهيبة. لقد غدونا كالعاملين في برادات الجثث في المستشفيات. فعندما يدخل طبيب التشريح أو عامل التبريد غرفة الجثث للمرة الأولى، لا شك أنه يُصاب بشعور مرعب، لكن مع الأيام يصبح هو والجثث أصحاباً، فينام بالقرب منها قرير العين دون أن يرمش له جفن. وهكذا حالنا مع عولمة الفواجع، نرتعب ونـتأسى في البداية ليصبح الأمر روتينياً مع الوقت. ألم تتحول وسائل الإعلام إلى أجهزة إعدام للإحساس الإنساني بامتياز؟ ٭ كاتب واعلامي سوري القدس العربي