بيرام يتحدث لـ"الوطن" عن خروجه مع الدعاة وعلاقة حركته بالنظام و تأثير "لحراطين" في الاقتصاد (مقابلة)

قال رئيس مبادرة الانعتاق "إيرا" بيرام ولد الداه ولد أعبيدي " إن جماعة الدعوة و التبليغ من خيرة الأوساط و البيئات، وإنهم خير الأخِلاء الذين تتيح مصاحبتهم فرصة الخروج من الدنيا و الهروب إلى بارئنا. أما عن انطباعاتي عن الجماعة، فهي -كغيرها من جماعات الشعب الموريتاني، سواء الخـَـيـّـر منها أو الشرّير- تتكون من أعراق و فئات شتى".

وأضاف ولد أعبيدي في مقابلة مع "الوطن" إن لحراطين هم "مسمار كناشة الإقتصاد الموريتاني"، مضيفا  "أنتم تعرفون ـ يا معشر البيظان وعبيد البيظان ـ أنه في قاموس الشرف عندكم لا تتجشمون عناء الأعمال اليدوية و العضلية و الأعمال تحت لفح الشمس ..أي كل الأعمال المنتجة. فهذا في تقسيمتكم الإجتماعية من نصيب العبيد و العبيد السابقين أو لحراطين".

وهذا نص المقابلة:

 

1 ـ "الوطن": في البداية، نرحب بكم السيد بيرام ولد الداه ولد اعبيد، رئيس حركة "إيرا"، وقبل الدخول معكم في حيثيات المواضيع الراهنة نود أن نسألكم عن "خروجكم" الأخير مع جماعة التبليغ وانطباعاتكم عن العلاقة بين مختلف مكونات المجتمع من مختلف الأعراق؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد: الحمد الله مستحق الحمد،  والصلاة على نبيه الكريم. أود أن أقول لكم وللجمبع أن علاقتي مع ربي وخلوتي مع خالقي ليستا، وما كانتا، ولا هما ستكونان مجالا للإستغلال السياسي. فبكل بساطة، ودون أن أدخل في تفاصيل أمر لم يكن أبدا، بالنسبة لي، محل مفاخرة أو متاجرة، فأنا مسلم نشأت على الفطرة السليمة وأداء شعائر الإسلام في بيت يقدم أمور الآخرة على شؤون الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح باعوضة.  فلا غرابة أن أعتكف كعادتي بضع ليال من شهر رمضان المبارك.

و لا أرى إلا أن جماعة الدعوة و التبليغ من خيرة الأوساط و البيئات، وإنهم خير الأخِلاء الذين تتيح مصاحبتهم فرصة الخروج من الدنيا و الهروب إلى بارئنا. أما عن انطباعاتي عن الجماعة، فهي -كغيرها من جماعات الشعب الموريتاني، سواء الخـَـيـّـر منها أو الشرّير- تتكون من أعراق و فئات شتى. غير أنها تختص بانتهاجها نهج الإجتهاد في إصلاح جزء من مجالات تجليات العقيدة و الأخلاق الإسلامية. إنه قلب المسلم الذي يربونه في المساجد كأطهر بيئة وأنسبها للإعداد للآخرة.

وفي المقابل تبتعد هذه الجماعة عن الأمور الدنيوية والسياسية والخلافية. وإني، كغيري من المسلمين، مدين  لهذه الجماعة وممتن لما تقوم به في هذا المجال. لكن طموحي كمسلم يتجاوز قلوب الناس إلى ممارساتهم (مجتمعا ودولة) وفق الهدي الرباني القائم على العدل والمساواة والإنصاف.

2 ـ "الوطن" : ما هي علاقة "إيرا" بزيارة مقرر الأمم المتحدة المكلف بمكافحة الكراهية والميز العنصري لموريتانيا؟ وما هي النتائج التي تتوخاها الحركة من هذه الزيارة؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد:  من الأكيد أن "إيرا" لها اليد  الطولى في تدويل الملفات الحقوقية الموريتانية الكبرى وطرحها على مستوى المجتمع الدولي وفي كل المنابر الدولية الفاعلة والمسموعة.. فالكل يعرف أنه منذ الإنقلاب الذي أطاح بشخص الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع، مع الإبقاء على نظامه، بما فيه الثقافة الإقطاعية القائمة على ممارسة العبودية و العنصرية في موريتانيا، والتمكين لوزراء و زبانية  و معاوني الدكتاتور الذين كانوا يده التي يبطش بها ولسانه الذي يزل به و دماغه الذي يفكر به.. فمنذ ذلك التغيير الشخصي، إذن، انسلخت المنظمات والشخصيات من المواقف الصارمة والنضال ضد العبودية و العنصرية و شتى أشكال الظلم و الحيف، وآثرت الإرتماء في أحضان الجبابرة الجدد المتمثلين في رؤوس النظام الثلاثة الذين تولوا قيادة البلاد بعد أن هجـّــروا كبيرهم و ملهمهم إلى قطر.

فحركة إيرا بقيت وحدها صامدة في وجه طواغيت وحبابرة الدولة و المجتمع كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و أوائل صحابته و عشيرته في شِعب  أبي طالب في مكة الوثنية حينها. فمثلهم تم تشويهنا ولفقت ضدنا الأكاذيب و الدعايات ومورس ضدنا القمع الهمجي وسجنا و كفرنا و فسقنا، و تكالب علينا الساسة و رؤساء الاحزاب و العلماء و الفقهاء و المنافقون و النباحون كما تتكالب الذئاب على قصعتها، لكننا -بمحض الصبر والتوكل على الله- حققنا انتصارات جساما تمثلت، داخليا، في تعبئة قوية ضد العبودية و العنصرية، فالتفت حولنا آلاف الجماهير (من عبيد ومهمشين ومحتقرين ومضطهدين ومظلومين، بل وحتى التائهين الحيارى).

وتمثلت هذه الإنتصارات –خارجيا- في إصغاء غير مسبوق من لدن الهيئات الدولية لما نسجله ونبلغ عنه ونحتج ضده من مخالفات وخروقات ودوس لحقوق الإنسان في موريتانيا. ولعل من أبرز تلك الهيئات هيئة الأمم المتحدة التي أقنعتها حججنا فجاءت مرارا لتقصي الحقائق وأوفدت عدة مسؤولين رأوا بأم أعينهم ما كانت تفنده كل الحكومات المتعاقبة، وأعدوا تقارير تمكن المجتمع الدولي من إرغام موريتانيا على احترام قوانين المساواة والعدالة. وكان من آخر هؤلاء السيد روتيري موتوما (الكيني الجنسية) والمقرر الخاص للأمم المتحدة حول أشكال العنصرية والتمييز والكراهية و عدم التسامح . وإني لأؤكد لكم أن طاقما من حركة إيرا -وبقيادتي شخصيا- أجرى مباحثات معمقة مع المقرر المذكور يوم 5 سبتمبر 2013، وكما جاء في إيجاز صحفي نشرته الحركة، فقد رافقناه إلى مدينة روصو و كيهيدي يومي 6 و 7 وأطلعناه على أقسامنا في هاتين المدينتين، كما أطلعناه على مختلف أشكال جرائم العنصرية و العبودية و الكراهية و عدم التسامح التي تمارس ضد الحراطين و الزنوج داخل البلاد وبعيدا عن الأضواء وتغطي عليها الدولة الموريتانية بصفة تتنافى مع الاتفاقيات الدولية و القانون الوطني.

3 ـ "الوطن": بعد عدم الترخيص لحزب "الرك"، ما هي الآفاق التي تمتلكها الحركة للرد على قرار الداخلية؟ بيرام ولد الداه ولد اعبيد: أولا وقبل كل شيء، لا يخفى على أحد أن عدم الترخيص لحزب "الرك" هو أول أنتصار لهذا الحزب لأن الخوف منه يماثل خوف فرعون ذي الأوتاد من الطفل الرضيع موسى عيه السلام . فنظام الظلم و الإستعباد و العنصرية و السرقة و تحريف الدين، يرى في جماهير حزب "الرك" و أفكاره و شكل نضاله نهايته . وأنا ـ كمناضل في حزب الرك- أرى أنه حزب موريتاني خالص شرعيا وقانونيا بحيث تتوافق نصوصه مع القوانين الموريتانية، و هو شرعي أيضا بالتفاف الجماهير حوله و بأطره و قياداته النظيفة التي تشكلت من معاناة النضال و خرجت من رحم النضال، و هي تضم كل فئات و أعراق الوطن. فالآفاق أمام هذا الحزب واضحة وواعدة و مفتوحة . فالحزب سلك مسلك حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الذي حظره نظام الآبارتيد الجنوب إفريقي مدة 80 سنة قبل أن تتوج مسيرته باقتلاع ذلك النظام من جذوره و تطهير جنوب إفريقيا من براثينه وأدرانه وأوساخه. وها أنتم تشاهدون اليوم جنوب إفريقيا تعيش لا ظالم ولا مظلوم ولا ثأر ولا انتقام، وإنما يسود القانون وتنفجر الطاقات وتتفتق المواهب وتتقدم مسيرة التنمية بفضل هواء الحرية والانعتاق الذي يتنفسه الجميع لصالح كل المواطنين، وليس على حساب أحد. فأنا أقول مناضلي حزب الرك: "أصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون".

4ـ "الوطن": من الناحية الاقتصادية، ما هو تأثير مجموعة "لحراطين" على الأرضية الاقتصادية في البلاد؟ وكيف تدفع عجلة النمو ؟ وما مستوى حضورها في المشهد الاقتصادي؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد: يعرف القاصي و الداني أن مجموعة لحراطين في سالف الزمن و حاضره هي العمود الفقري للإقتصاد.

إنهم مسمار كناشة الإقتصاد الموريتاني. فأنتم تعرفون ـ يا معشر البيظان وعبيد البيظان ـ أنه في قاموس الشرف عندكم لا تتجشمون عناء الأعمال اليدوية و العضلية و الأعمال تحت لفح الشمس ..أي كل الأعمال المنتجة. فهذا في تقسيمتكم الإجتماعية من نصيب العبيد و العبيد السابقين أو لحراطين . فالأرضي الزراعية في السهول و الأودية أحياها و استصلحها العبيد و لحراطين كابرا عن كابر و ما يزالون يقومون بهذا الدور الصعب و المؤمن لغذاء المجتمع، و  لكن  ملكية هذه الأراضي، التي لم يعرف البيظان إلا ثمارها، موثقة من طرف السلطات الإدارية و القضائية الموريتانية لصالح البيظان، مما يجعل لحراطين ألة تتنتج و لا تملك . كذلك تعرفون أن أراضي شمامه الزراعية المزروعة و المأهولة منذ قرون خلت من طرف لحراطين و الزنزح عمدت الدولة الموريتانية العنصرية إلى تقسيمها على بعض ساسة البيظان و ضباطهم و ما يسمونه "رجال أعمالهم" و هم في الحقيقة رجال نصب و احتيال و سرقة. و أصبح آلاف المزارعين من لحراطين و الزنوج تحت رحمة رجل بيظاني واحد تمنحه الدولة بمجرد وثيقة آلاف الهكتارات و يبقى المزارعون مبعدين داخل أراضيهم لا يملكون قوت يومهم ولا يمكنهم مزاولة عملهم في ارضهم التي اصبحت ملكا لغيرهم . و تعمد الدولة إلى منح هؤلاء "المزارعين!" الجدد، الذين هم فعلا مستعمرين جدد، عشرات الملايين و المليارات في بعض الأحيان بصفة تمييزية من خلال القرض الزراعي و من الخزينة العامة للدولة و تحرم لحراطين و الزنوج من هذه القروض  كما حرمتهم من أراضيهم و أعطتها للبيظان. فكيف للحراطين ان ينهضوا تحت وطأة هذا الإستهمار الزراعي البيظاني المرعي من طرف الدولة . و من ناحية اخرى في ما يخص الإقتصاد الصناعي و المنجمي و البحري، لنا أن نتساءل: كيف للحراطين أن ينهضوا ورخص الصيد البحري اختصت بها دولة البيظان وشباب البيظان و رجالهم ممن تسمونهم "رجال أعمال" و هم رجال النهب و النصب و التحايل على الدولة و منع لحراطين من هذه الرخص التي من خلالها تم إثراء رجال لم يبذلوا جهدا و لم يدفعوا ضريبة و لم يعطوا اي مقابل للدولة، بل العكس، فقد تم إثراؤهم فقط وفقط لأنهم بيظان، وذلك لتمكينهم من رقاب الآخرين .

وحري بنا أن نذكر أن السيناتور يوسف سلا و رجلي الأعمال الزنوج عمر يورو اديا و المرحوم كوليبالي باكاري تم حصارهم و إفقارهم حين حاولوا مزاولة الصيد الصناعي و ذلك لأنهم ليسوا من البيظان.

هذه أمثل حية. أما في الإقتصاد المنجمي فالكل يعرف أن شركة اسنيم مؤسسة منهجيتها هي أن تجعل من البيظان قادة و مديرين و أطرا بغض النظر عن كفاءاتهم و مستوياتهم التقنية و العلمية و تجعل في ذات الوقت من لحراطين عمالا قاعديين رغم كفاءاتهم العلمية و التقنية و رغم استقامتهم، و الامثلة على ذلك كثيرة . فشركة اسنيم  كغيرها من الشركات المنجمية الأخرى (النحاس، الذهب، البترول) وكذا الشركات الاجنبية (شينكير و كينروس تازيازت...) كلها اعتمدت على نظام العبودية عند البيظان و استغلال سواعد لحراطين و ذلك باعتمادها للسياسة الإستعبادية المرسومة من طرف الدولة ومؤسسات السخرة  (تاشرونا) التي تفرض نظام العمال غير الدائمين على جحافل العمال من لحراطين و الزنوج في المناجم الموريتانية و الموانئ و المدن الكبرى . لقد قامت الدولة بالمنح التمييزي العنصري لرجال من البيظان لرخص شرائك العمالة الباطنية، و هذه الرخص مكنت رجال البيظان من رقاب لحراطين فأصبح العامل مفروض عليه أن يقبض عُشر أو ثمن راتبه الأصلي مقابل تسعة أعشار يقبضها صاحب الرخصة بدون أي عناء أو طاقة.

الأمر لا يعدو كونه امتصاص سافر لدماء لحراطين بصفة ممنهجة و مقننة من طرف الدولة مما يثقل كاهل هذه الشريحة و يمنعها من الإنعتاق الإقتصادي. و لا بد من أن أوضح هنا هذا الغبن و التمييز الهائل الذي يمارس حاليا في شركة كينروس تازيازت ضد لحراطين و الزنوج لصالح البيظان. فهذه الشركة تنفق ست مليارات و ست مائة مليون في كل شهر على الخدمات. هذه الخدمات تقوم بها أربع مائة شركة كلها للبيظان مشرعة من طرف الدولة إلا واحدة يملكها حرطاني تقوم ببعض خدمات النقل مقابل فتات زهيد. وبعد اشهر قليلة حـُـلّ عقد شركة هذا الحرطاني ليعطى لبيظاني حتى يكتمل العدد 400 للبيظان حصريا ..فإلى أين يريد أن يصل مجتمع البيظان بالدولة مع هول هذا السحق الممنهج للحراطين؟. ألا يرضى مسيرو دولة  البيظان و عقلاء البيظان أن يتنازلوا عن ستة عشر مليون من ست مليارات و زيادة لصالح لحراطين الذين يحمون بأجسادهم و عضلاتهم دولة البيظان و ثرواتهم ؟ أريدهم أن يردوا على هذا السؤال في خلجات أنفسهم... 

5ـ "الوطن"  : أخيرا، كيف تردون على من يقول بدخولكم تحت جلباب الدولة ؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد:إن كنت تقصد بذلك نظام ولد عبد العزيز، فسأحاول أن أبصركم لكن لا مبصر غير الله. وأرجوا أن يريد لكم الله ذلك ..عندما انقلب ولد عبد العزيز على ولي نعمته ، قام أعيان البيظان من ساسة و شيوخ قبائل و فقهاء كالخفافيش يتسللون إلى ثكنة "بازيب" للتقرب من مركز السلطة لأن مذهبهم و عقلياتهم و أهدافهم و غرائزهم توحي إليهم أن يدوروا مع السلطة حيث دارت و أن يدوروا مع القوة حيث دارت و أن يدوروا مع النقود حيث دارت. و ما انفك ولد عبد العزيز يصنع المنتخبين من عمد و نواب و شيوخ في جميع الدوائر الإنتخابية من داخل ثكنته: "بازب" قبالة القصر الرمادي ..

ترى فلماذا هذه الألسن الحداد لم تتعرض لخنوع و خضوع هؤلاء المرتزقة من أعيان البيظان كي تنال منهم أو تعَيّرهم بتصرفاتهم الرخيصة ؟ و حين قام الجنرال بانقلابه الثاني على سيدي ولد الشيخ عبدالله استخدم لذلك خليته النائمة في الغرف البرلمانية المعروفة – تهكما- بكتيبة البرلمانيين الإنقلابيين.

و لحق بتلك الكتيبة أحزاب  ورؤساء احزاب يدعون المعارضة منهم من التحق بالجنرال مقابل وعد منه بالرئاسة، و منهم إنقلابي مرتزق سابق التحق بالجنرال مقابل دريهمات معدودة، و منهم حزب يدعي المرجعية الإسلامية و هو وصمة عار على الإسلام و المسلمين، وقد التحق بالجنرال بإيماء من كاهنه .. و بعد هذا جاء الفوج الثاني من المتهافتين المتلهفين عشاق الجنرال. جاء دور من يسمون "المعاهدة" و هم لا عهد لهم مع الضعفاء و لا مع المستضعفين و لا مع المستعبدين الذين أوصلوهم لما وصلوا إليه من مراتب تخول لهم النفع أو الضر ..ترى حين كنت أنا و زملائي مع النظام و كان هؤلاء المتآمرون على الشعب ضد النظام، لماذا لا يشرع حزبنا  و تحرم أحزابهم ؟ لماذا لا تشرع منظمتنا إيرا و تحرم منظماتهم ؟ لماذا لا يبقى لي راتبي كموظف في الدولة و تقطع رواتبهم و يشطب عليهم من الوطيفة العمومية كما فــُـعل بي؟ لماذا كل وسائل الإعلام، و حتى الرسمي منها، مفتوحة أمامهم و أنا مغلقة أمامي كلها ؟ لماذا هم يستفيدون من تمويلات الدولة و من التأمين الصحي في الدولة و أنا محروم من ذلك ؟ لماذا هم يتلقون مساعدات مالية كبيرة من طرف رجال الأعمال المقربين من السلطة و أنا لا أستفيد من ذلك ؟ لماذا أنا و زملائي في إيرا نقمع مرات كل عام و نعذب ونحاكم في السنة عدة مرات و هم لا يقمعون و لا يحالكمون و لا يدخلون السجون ؟ إن كانت الأجوبة على هذه الأسئلة مستعصية على الموريتانيين لاستشراء النفاق فيهم فأنا أقول لهم أن الجواب الوحيد الأوحد عليها هو أن طريقنا في إيرا و في حزب الرك هو طريق المعارضة الصادقة التي لا لبس فيها و لا التباس و لا تنازل و لا تراجع حتى ينتصر الحق. فهي إذن معارضة للأغلبية الصغيرة و الكبيرة في آن واحد . فالأغلبية الصغيرة هي ولد عبد العزيز و الحزيبات الملتفة حوله، و الأغلبية الكبيرة هي تلك المشكلة من شقي النظام الإستعبادي و العنصري و هما الموالاة والمعارضة الاستعبادية  التي تقتصر معارضتها على معارضة الأغلبية الصغيرة  و هي التي تطلق هذا النوع من الأراجيف المتعلقة بافتراء علاقة بيننا و بين النظام . و نؤكد لهم أن ما يخافون منه قادم لا محالة، إنه أمر حتمي، ألا وهو إقبال الجماهير العريضة علينا وانتشار فكرنا وتعلق الطبقات المسحوقة بنهجنا ومبادئنا. وإن إفكهم و أراجيفهم وتقولاتهم وخزعبلاتهم وهذيانهم وهستيريتهم لن توقف انبلاج نورنا، فهو قدر، وما عليهم إلا أن يعضوا أصابعهم من الغيظ.

6 ـ هل من كلمة أخيرة عن أي موضوع تريدون الحديث فيه؟

بيرام ولد الداه ولد اعبيد: أقول للعلماء و الفقهاء الموريتانيين  و الساسة من رؤساء الاحزاب الذين قالوا فينا الكذب و الإفك و الزور و الأراجيف، وأقول للمفتين لوجه السلطان وملاك العبيد، حين وفقنا الله إلى إعطاء انطلاقة ربيع الإسلام الصحيح و سنة الرسول الكريم بتوفيق الله لنا بحرق كتب النخاسة المشوهة للدين في شهر ابريل 2012، أقول لهم أنني أرجو منهم أن يتوبوا أمام الملأ و في وسائل الإعلام كما فجَـروا فيها أصلا، و إلا لن يتم التصالح بيننا، وسوف أظل شخصيا أقارعهم و ألاحقهم وألاسنهم وأقالمهم حتى آخر نفس، و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.  

 

نقلا عن الوطن