ولد محمد فال: "لا معنى لانتخابات قبل حل أزمة البلاد من جذورها"

 


تتباين مواقف الفاعلين السياسيين الموريتانيين من موضوع الانتخابات بين مقاطع ومشارك ومتردد، وفي سعينا لتنوير الرأي العام الوطني بمواقف الفاعلين وقادة الرأي حول الموضوع أجرينا لقاء مع الرئيس الموريتاني السابق اعلي ولد محمد فال الذي تفضل مشكورا بالرد على أسئلتنا حول الموضوع من خلال الحوار التالي:

 

سؤال: ما تقييمكم لمواقف المعارضة من الانتخابات البلدية والنيابية مقاطعة ومشاركة؟

الرئيس اعل ولد محمد فال:

لا أقيم ما يقوم به الآخرون ولكن من وجهة نظري المشكل ليس التظاهر بتنظيم انتخابات شكلية أخرى بمن حضر وإقصاء من غاب، وأي انتخابات تنظم في الوقت الحالي هي انتخابات عديمة المصداقية تزيد أوضاع البلاد تعقيدا... أنا أسمى هذا تعاملا مع الثمرة وتناسيا للشجرة التي أنبتتها، أصل المشكل هو تمرد شخص وانقلابه على الارادة الشعبية وكل أزمات موريتانيا المتصاعدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هي بسبب الاستمرار في هذه الوضعية الشاذة التي لن تستقيم أمور البلاد إلا بإزالة آثارها، وقبل الحديث عن الانتخابات يجب حل مشكلة اغتصاب السلطة وافراغ مؤسسات الجمهورية من محتواها فالبلاد لم تعد تتحمل التلاعب بحكامتها ومقدراتها لفترة أطول والمشكل يكمن هنا وهو مشكل متفاقم ويهدد سلم البلاد الاجتماعي ووجودها وبقاءها ولا يمكن حله إلا بحوار وطني تشاركي شامل وجاد يؤسس لدولة قانون قائمة على العدل والتعدد يكون من أو لوياتها معالجة التركة الثقيلة التي خلفتها الانقلابات وأنتجتها تراكمات عدم الاستقرار السياسي. هذه هي بداية مسار إعادة البلاد إلي سكة الديمقراطية والنماء، واعتقادي ان أغلبية الموريتانيين تفهم الأمر على هذا المنوال وتعتبر الانتخابات الأحادية المبرمجة النتائج مهزلة مضرة لن تزيد الوضع إلا تفاقما واحتداما.

سؤال: ألا تعتقدون أن مشاركة بعض أحزاب المعارضة في الانتخابات تمنحها مصداقية؟ الرئيس اعل ولد محمد فال:

في اعتقادي أن اغلبية الموريتانيين ستقاطع ضمنيا الانتخابات حرصا منها على مصلحة الوطن لأنه بدون معالجة الازمة السياسية من جذورها لا فائدة في الانتخابات. الانتخابات الحقيقية التي يتطلع إليها الموريتانيون تأتي نتاجا لوفاق وطني حول آليات تجاوز الازمة الانقلابية التي تعصف بالبلاد، وحالما يلتقى الموريتانيون بكل فاعليهم وأطيافهم على كلمة سواء يصبح الصندوق الانتخابي آلية لتداول السلطة والتناوب على دفتها بصورة ديمقراطية نزيهة وشفافة على غرار ما تم في اعقاب الفترة الانتقالية 2005 – 2007 التي أخضعت سلطاتها أمور الحكامة لتشاور وطني تام توج بانتخابات شهد القاصي والداني بشفافيتها ونزاهتها اعطت لموريتانيا في محيطها وفي العالم وجهها الديمقراطي الناصع الذي دنسه انقلاب 2008. سؤال: ما ذا ستكون وضعيتكم بعد انفراط عقد منسقية المعارضة بين مشاركين ومقاطعين؟

الرئيس اعل ولد محمد فال:

وضعيتي مريحة، أنا مع المصلحة الوطنية العليا ولا أتموقع لأجندات خاصة ولا مع أحد ولا ضد أحد وانطلاقا من هذا المنطلق كنت وسأظل مع أغلبية الموريتانيين التي تناضل لإزالة آثار الانقلاب وفتح خيار ديمقراطي آخر أمام موريتانيا يعيد الأمور بصورة تشاركية ديمقراطية إلي مسارها الطبيعي، وأثق ثقة مطلقة في عبقرية الشعب الموريتاني وفي مقدرته الفائقة على تجاوز الازمات الظرفية.

نقلا عن الأمل الجديد