الخليل ولد الطيب في مقابلة مع موقع الصحراء

أجرى موقع الصحراء مقابلة خاصة مع السياسي و النائب

البرلماني الخليل ولد الطيب تطرقت لتحديد موقعه الآن من الخريطة السياسية في البلد ، إضافة إلى رأيه في اللغة الحادة التي خاطب بها مسعود ولد بلخير الرئيس الموريتاني و قطب الأغلبية في مهرجان "دعم المبادرة" ، كما استعرضنا معه علاقته بالمعارض الموريتاني المصطفى ولد الإمام الشافعي و موقفه من الصراع الدائر بين الرجل و الرئيس ولد عبد العزيز ...

 

وفيما يلي نص المقابلة:

 

الصحراء:  أين يصنف الخليل ولد الطيب ؟ هل هو مناضل من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أم  هو من الشخصيات الداعمة لبرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز؟

 

الخليل ولد الطبيب : أنا من الشخصيات التي اقتنعت بأهمية برنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز ولست من السياسيين الذين يضعون خياراتهم خارج نطاق الآلية السياسية التي تحدد ذلك  وهي الحزب ، واعتقد أنه من غير الوارد طرح هذا السؤال ... صحيح أنني اقتنعت بدعم ولد عبد العزيز والسير في فلك برنامجه قبل إنشاء الحزب، ولكنني اليوم مناضلا من مناضلي حزب الاتحاد من اجل الجمهورية وملتزم بخيارات هذا الحزب وتوجهاته لما يخدم موريتانيا وما يحقق تنميتها عن طريق برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وما زال موقفي وقناعتي هي الانضباط بسياسات الحزب سواء كنت قياديا أو مناضلا عاديا.

 

الصحراء: يرى الكثير من المراقبين أن ثمة شرخ بين الشخصيات الوازنة وبين من يحددهم الحزب بالتحدث باسمه وهم ثلاث: الرئيس ونائبه ومسئول السياسيات ؟

 

الخليل ولد الطبيب : هذا ليس فيه تناقض، فللحزب الحق في أن يحدد من يتحدثون باسمه داخل مؤسسة الحزب وخارجه ،وهذا إجراء روتيني بسيط من حق الحزب أن يحدد من يتحدث باسمه ومن هو مخول في إطار الكلام في المجالات التي تتمحور حول علاقة الحزب بالدولة وعلاقة الحزب بالطيف السياسي لسببين :

الأول : أن تكون هناك آلية مضبوطة ولا تخضع للارتجالية وإتاحة الفرصة لمن ليسوا أهلا بالتحدث باسم الحزب.

والثاني : أن يكون هناك نوع من المؤسساتية ، فالمؤسسة الحزبية يجب أن تكون لها مجموعة من الآليات تؤدي دورها كما ينبغي . وعن الجانب الثاني من سؤالك لا أرى شرخا فمن يتكلمون خارج آلية الحزب ، إنما يتكلمون بصفتهم الشخصية أو بما يمليه عليهم الواجب والموقف الذي يتحدثون فيه ، واعتقد أن العلاقة متكاملة بين الحزب والشخصيات الوازنة أو تلك التي لها ثقل سياسي داخل وخارج الحزب والداعمة لبرنامج الرئيس.

 

الصحراء: الكثير من المتتبعين يرون أنه لا الحزب ولا الحكومة يقومان بما يجب القيام به  من التحسيس بما أنجز وأن الدور عليكم أنتم مجموعة البرلمانيين فقط ؟

 

الخليل ولد الطبيب: الحزب والحكومة ليسوا مقصرين ،وإن كانت ثمة نواقص ، وهذا طبيعي فالعمل البشري وبحداثة التجربة وضيق الوقت ، لقد تحقق الكثير من الانجازات على أكثر من صعيد ، كان يرقى التحسيس به إلى المستوى المطلوب ولكن لا يمكن اتهام أي من الطرفين بالتقصير إذا قورن ذلك مع الحملة المضادة والمشوهة للحقائق . فقد قامت الحكومة بالكثير من الانجازات ، ورأت مشاريع ضخمة النور في ظرف زمني وجيز ، وقام الحزب أيضا بدور كبير بالتعريف بهذه الانجازات وبما تحقق سواء على مستوى الحريات العامة أو البنية التحتية أو النهوض بالمسار الديمقراطي أو رد على الحملات المغرضة التي تشكك في كل شيء ولا تعترف بأي شيء، ونحن كبرلمانيين ما قمنا به لا يمكن فصله عن دورنا كبرلمانيين نعتبر واجهة الحزب وأغلبية الحكومة في قبة البرلمان ، صحيح أن ثمة نواب يتصدون لتلك الحملات في البرلمان وخارجه، ولكن في إطار الحزب الذي هو النواة السياسية والواجهة التشريعية للحكومة ودورنا يعتبر مكملا للحكومة في الإنجازات والدفاع عنها وأيضا ما يقوم به الحزب من تصدي وتحسيس وتعريف بهذه  الانجازات التي هي شاهدة للعيان ولا يشكك فيها إلا مكابر.

 

الصحراء: معنى هذا أنك راض عن أداء الحزب ؟

 

الخليل ولد الطبيب : طبعا  يا أخي علينا أن لا نقفز على الحقائق ولا نحمل الحزب أكثر مما يتحمل، فهو حديث النشأة لم يمضي على  إنشاءه سوى ثلاثة سنوات والآن يكتسح الساحة الوطنية، وله العديد من الآليات ، والتي استطاع من خلالها إبراز خطاب الحزب ، وقامت هياكله المتعددة بأنشطة في هذا الصدد ، سواء تعلق الأمر بلجنة النساء أو الشباب أو الهياكل الحزبية الأخرى ، فهذه الهيئات قامت بدورها على أحسن ما يرام وهي الآن تضع اللمسات الأخيرة لاستكمال المشروع الأهم وهو انجاز برنامج رئيس الجمهورية والولوج إلى الاستحقاقات المقبلة بجدارة وبديمقراطية داخل نسيج الحزب وهي أمور إذا قورنت بفترة زمنية تعتبر انجازا عظيما.

 

الصحراء: ولد بلخير حملكم الجزء الأكبر في خطابه أمام مناصري مبادرته مما تعاني منه البلاد الآن من وضع سياسي محتقن ما هو ردكم ؟

 

الخليل ولد الطبيب: الرئيس مسعود أكن له الكثير من  الاحترام  واستمعت لخاطبه باهتمام بالغ ولم اقرأ فيه إلا الخير فهو دعا الطبقة السياسية إلى التلاقي في أرضية تخرج البلاد مما يسميه البعض "أزمة سياسية" ، ونحن في الأغلبية رحبنا بمبادرة الرجل و وافقنا على معظم بنودها لسببين ، السبب الأول ثقتنا في الرجل ووطنيته وذلك عرفته شخصيا  من  خلال تجربة معه والسبب الثاني هو النزول إلى رغبة الطيف السياسي ولم يبقى من هذه المبادرة إلا بندا واحد هو تشكيل حكومة وحدة وطنية اعتقد جازما أن هذا من صلاحيات رئيس الجمهورية ، فهو وحده الذي يحق له تشكيل حكومة أو إنهائها ومن غير المعقول أن تطلب من نظام له أغلبية برلمانية وحكومة وطنية تشكيل حكومة أخرى لغرض سياسي، فهذا نوع من التشويش على مبادرة رئيس مسعود وعلى الإنجازات التي تحققت ، فالضمانات موجودة وتتجسد على أرض الواقع ، وشركائنا في الحوار تأكدوا من ذلك وارتاحوا لنتائج هذا الحوار وهم ماضون في العملية السياسية ، ولكن من يحاول إجهاض مبادرة الرئيس مسعود هو الطرف الثاني الذي يصعد بخاطبه تارة وينزل تارة أخرى ، وأنا مرتاح لأنهم الآن أصبحوا أكثر قربا من الواقعية ، وهذا شيء جد ايجابي أن يخففوا من وطأة حدة الخطاب وان يكون واقعيين ويحكموا مصلحة البلاد وأن يندمجوا في السياق الذي تسير فيه الآن كافة مكونات الطيف السياسي المتمثل في المعاهدة والمجتمع المدني وهو الحوار ، واعتقد أن من يحاولون إجهاض مبادرة مسعود ليست الأغلبية وليس الحزب الحاكم وليس الرئيس محمد ولد عبد العزيز وإنما الطرف الآخر الذي يضع شروط تعجيزية ويقفزون على الواقع ، وهم من يحاول الزج بالبلاد في صدام سياسي لا مبرر له.

 

الصحراء : إذا تخلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن نهجه الحالي وحاول التقرب إلى الغرب هل ستتخلى عنه ؟

 

الخليل ولد الطبيب :أنا موقفي السياسي لا يبنى على الارتجالية ولا ردات الفعل وإنما يأتي من قناعة ودراسة متأنية، رغم أنني "قومي" أتبنى القضايا القومية والإسلامية وقضايا العالم الثالث بشكل عام ، لا يجعلني ذلك أتحجر عند مواقف ضيقة فمصلحة بلدي فوق كل اعتبار ، فأنا مع تلاقح الحضارات والاستفادة من الخبرات والتجارب والتعاون مع الآخرين ولكن من خلال سياسة الند للند، فهذا هو موقفي وهذه هي سياسة ولد عبد العزيز، نعم للتعاون مع الغرب والشرق، مما يضمن مصلحة الشعب الموريتاني ومصلحة بلدنا ولكن ضمن إطار يضمن السيادة ويحمي مصالحنا وأسجل هنا لولد عبد العزيز قطعه للعلاقات المشينة مع الكيان الصهيوني وهي خطوة من أهم الإنجازات التي حققها ولد عبد العزيز بوصفها تضر سمعة موريتانيا في الداخل والخارج ولا اعتقد أن ولد عبد العزيز سيحيد عن هذا النهج لأنه رجل وطني وإذا حاد عنه فلكل حادثة حديث.

 

الصحراء :  هناك مذكرة أصدرها  الأمن الموريتاني ضد أحد الشخصيات المقربة من ناحية النسب لكم وهي تتعلق بالمصطفى الإمام الشافعي .. هل تزعجكم هذه المذكرة أم لا ؟

 

الخليل ولد الطبيب: نعم ، تزعجني ، لأن المصطفى ولد الإمام الشافعي بمثابة السمع والبصر لي فهو أخي وشقيقي وكنت دائما أضعه في الطريق الصحيح وفي الفلك السياسي ، وحاولت عدة مرات تقريب وجهات النظر في السابق بينه و بين زعيم المعارضة الديمقراطية احمد ولد داداه ونفس الشيء مع سيدي ولد الشيخ عبد الله، ولكن هناك جهات في الأغلبية وفي المعارضة تحاول اتساع الهوة بين الرجلين ، رغم جهودي المستميتة في التقريب بينهما، لأنني لا أرضى بأن يكون لولد عبد العزيز موقفا من رجل وطني مثل المصطفى ولد الامام الشافعي ولا أرضي لمصطفى أن يكون له موقفا ضد نظام وطني ورجل وطني مثل محمد ولد عبد العزيز، فكلا الرجلين له تصور خاطئ عن الآخر  ولا محالة سيدركان ذلك لاحقا وسأظل أحاول قصار جهدي للتقريب بينهما لمعرفتي الشخصية بالرجلين و وطنية كل منهما ، ومصلحة البلاد تتمثل في إعادة العلاقة إلى الود بين الرجلين ولكن هناك جهات لا تريد التقارب بين شخصيتين وطنيتين هما المصطفى ولد الإمام الشافي ومحمد ولد عبد العزيز، وأرجوا أن تتكلل جهودي بالنجاح.

 

الصحراء: شكرا لكم

 

الخليل ولد الطيب: أشكركم