وكالةالإشعاع:تعيدنشركلمة الشيخ محمديحظيه ولد شيخنا ولديب ولدالتارخلال مهرجان [فصك]الدولى

 

احتضنت ولاية اينشيري مهرجان "فصك" الدولي الأول الذي احتفى بزواره مابين 25 و26 من شهر أبريل الجاري، وقد تابع فريق "وكالة الإشعاع الإخبارية" فعاليات المهرجان الهام.

 

 

خطابات..وأنشطة ثقافية

 

إلى جانب الخطابات الرسمية والندوات العلمية والنقاشات الأكاديمية، شهد المهرجان إلقاء قصائد شعرية عصماء تغنت بأمجاد الشناقطة في العلم والزهد والأدب، ونُظمت سهرات فنية وشعرية ومداخلات احتفت كلها بمآثر المدرسة الكنتية القادرية ومؤسسها الشيخ سيد محمد الكنتي الكبير نزيل فصك وإسهاماته الجليلة في نشر الإسلام الصحيح والمتسامح وبث السلم والتصالح والعقيدة السليمة في أرجاء المنطقة ...

وتحت عنوان "صلة الأرحام وحفظ العهود" شكل المهرجان فرصة تاريخية للم الشتات القادري في ربوع الأرض ،إذ توافدت على فصك وفود من شتى مناطق الامتداد الصوفي القادري من المغرب إلى الجزائر فأزواد ومالي والنيجر والسينغال...هذا فضلا عن مريدي الطريقة القادرية والمدرسة الكنتية من مختلف الشرائح وأعلام القبائل الموريتانية الكبرى...

وقد أكدت الوفود المشاركة سعادتها وامتنانها للقائمين على المهرجان الذي نظمته هيئة الشيخ سيدي محمد الكنتي الكبير، وعبر المشاركون عن فخرهم واعتزازهم بالحضور إلى موريتانيا أولا و إلى منطقة فصك على وجه الخصوص لما لها من مكانة رمزية عظيمة في نفوس مريدي المدرسة الكنتية القادرية العريقة.أما محافظ مهرجان فصك يحيى ولد سيد أحمد قال في كلمته الافتتاحية  إن هيئة سيدي مَحمد الكنتي "تتطلع إلى توظيف تراث المدرسة الوارفة الظلال التي جمعت قاطني الغرب الصحراوي الإفريقي على كلمة سواء؛ فشكّلوا بذلك مجتمعا متجانسا متكاملا رغم تنوع مشاربه وتعدد لغاته ، مضيفا أن الجمعية تعي حق الوعي بأن توظيف هذا التراث لا يتم إلا بعد البحث عنه في مكامنه وتثمينه من خلال إنقاذه من الضياع وجمعه ثم العمل على تحقيقه ونشره وصولا إلى تمثّله واقعا عبر الاعتزاز برموزه واعتمادهم مرجعياتٍ وقُدًى بغية الاستفادة مما ورّثوا من وافر العلوم ومحمود الشمائل والسِّيَر".

 

وأكد يحيى ولد سيد أحمد أن الهيئة تبتغي من خلال جهودها ترسيخ وتوطيد عناصر أسياسية ثلاث هي : العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وتصوف الجُنيد البغدادي، إلى جانب تَعَهُّدِ الوعاء اللساني المتمثل في لغة الضاد، وجمع الكلمة على ما سبق، من خلال لملمة شتات تراث غربي الصحراء الكبرى والسودان الغربي، واستلهام القيم السامية لهذا التراث ولامتداداته". وأكد ولد سيدي أحمد أهمية دور النخب الثقافية والإعلامية والأكاديمية في هذا المجال، مضيفا أن الهيئة تعتزم تنظيم جملة من النشاطات الإجتماعية والثقافية والفكرية التي تلامس حياة الناس ومشاغلهم وأعلن منسق المهرجان عن إنطلاق موقع فصك مشيرا إلى أنه سيكون بوابة أمام القراء "ليساهموا بما عنّ لهم مما ينفع الناس ويمكث في الأرض."أما عمدة بلدية إينشيري فقد رحب بالضيوف المشاركين في النسخة الأولى من مهرجان فصك الدولي وأشاد بالمبادرة ومنظميها مذكرا بالمكانة العظيمة التي يحتلها الكنتيون في تاريخ وحاضر المنطقة وبعلاقاتهم الوثيقة بكافة المجموعات والقبائل في موريتانيا والدول المجاورة.

 

رئيس الوفد السينغالي عبد الرحمن كنتى قال إن "المهرجان سيمكن من لقاء كافة الفاعلين من أعيان المدرسة القادرية التي سترتب بيتها لكي تتمكن من الدفاع عن مجدها ومساهمتها في تنشيط الدور الدعوي والإرشادي على ضوء الكتاب والسنة، وهذا سيؤدي إلى مزيد من السلم والأمن الدولي" وأضاف "نحن في السينغال جزء من هذا الكل، وسنواصل مجهودنا الذي يهدف إلى استرداد المكانة الكنتية في العالم الإسلامي خاصة والعالم أجمع".

 

أما أسرة أهل الشيخ القاضي العلمية البارزة فقد حيت بدورها وعلى لسان متحدثها التاريخ والروابط التي تربطها بعموم كنتة وبجدها المؤسس الشيخ سيد محمد الكنتي الكبير.

وعن القيادة الروحية الموريتانية البارزة أسرة أهل الشيخ سيديا تحدث المبعوث الخاص لخليفة أهل الشيخ سيديا عن الدور الروحي والتربوي والعلمي للشيخ سيد محمد الكنتي مجددا حرص أسرة أهل الشيخ سيديا وتمسكها بالعلاقات الأخوية العميقة بمجموع كنتة وبمبادئ الصوفية القادرية وتعاليمها.

أما أحمد يعقوب ولد سيدي فقد ذكر بالعلاقات الخاصة التي تربط مجموعة أهل بارك الله بالشيخ سيدي محمد الكنتي الكبير وبأحفاده من بعده، منوها بدور الشيخ محمد المامي في التعريف بمناقب سيد الصوفية القادرية الشيخ سيد محمد الكنتي الكبير.

بدوره ألقى الشيخ محمد يحظيه ولد شيخنا ولد يب ولد التار كلمة باسم زاوية الشيخ سيد احمد ولد التار الكنتي جاء فيها:

"بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , وأصلي وأسلم على سيدنا محمد النبي الأمين, وعلى آله وصحابته أجمعين, ومن تبعهم من الأولياء والصالحين , ومن اهتدى بهديهم إالى يوم الدين.

وبعد فإن " زاوية الشيخ سيد أحمد بن التار الكنتي " لتبدي شكرها وامتنانها لأصحاب هذه المبادرة القيمة والقائمين عليها التي جمعت هذه الأوجه الطيبة والنفوس الزكية , راجين من الله العلي القدير لهم التوفيق والنجاح, ثم إننا لنرحب كل الترحيب بجميع الذين حضروا هذا المهرجان ضارعين إلى الله تعالى أن يسدد خطانا وخطاهم ويوفقنا ويوفقهم لما يحبه ويرضاه.

أيها السادة والسيدات الحضور ,

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , لا يسعني إلا أن أعرج على التعريف بهذه الزاوية نشأة وسلوكا ومنهجا وسندا

لقد تأسست هذه الزاوية منذ القرن قبل الماضي على يد شيخها مجدد الطريقة الكنتية القادرية التي هي فرع منها والتي يتصل سندها برسول الله صلى الله عليه وسلم و مرورا بشيخنا وجدنا العلم العلامة أحمد بن حبيب صاحب السلسلة الذهبية , نقلا عن شيخه سيدي أحمد بن أمحمد الأمين التناكي" الكنتي" عن شيخه الشيخ سيدي المختار الكبير الكنتي قطب زمانه ونادرة أوانه ، عن شيخه محمد بن أحمد الولاتي ، عن شيخه أبي عمر محمد بن أحمد التيزقتي عن شيخه عمر الولي الولاتي ، عن شيخه أبي مهد المسوفي ، عن شيخه أبي البقاء الزيدي عن شيخه أحمد المحجوبي جلكري ، عن شيخه شيخ الطريقة وحبر الأمة ومؤسس الدعوة الشيخ سيدي أحمد البكاي الولاتي ، عن شيخه وأبيه الشيخ سيدي أحمد الكنتي الذي نحن الآن في ضيافته وفي رحابه نزيل فصك المجاهد صاحب

الكرامات الظاهرة والعلوم الزاخرة ، عن شيخه وأبيه سيدي علي ، عن شيخه وأبيه سيدي يحي الصغير عن شيخه وأبيه سيدي يحي الكبير من مات عنه وهو حمل وأوصى أن يسمى باسمه وأوصى له كتابة بالبيعة والتلقين والتصدر لخلافته وأجازه في جميع مروياته ومخطوطاته وسلوكه وأوراده وتوجهاته .

وكان يحي الصغير عالم نحريرا انتفع كثير من الناس بعلمه وتزكيته ، عن شيخه وأبيه أحمد الملقب بيهس باغة البربر الذين هم تلامذه ومسكنه ، عن شيخه وأبيه تميم ، عن أبيه شيخه سعيد المرتضى ، عن شيخه وأبيه محمد ، عن شيخه وأبيه سعيد الأبر ، عن أبيه وشيخه سعيد المرتضى ، عن شيخه وأبيه محمد ، عن شيخه وأبيه سعيد الأبر ، عن أبيه وشيخه عقبة بن نافع الفهري القرشي الصحبي الفاتح ، وذاك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حسب الرواية التي تثبت له الصحبه .

لم تزل هذه الزاوية منذ نشأتها دؤوبة على نشر العلم وتزكية النفوس إلى أن قام شيخنا الشيخ سيد أحمد بن التار الصغير المعروف بشيخنا ولد يب بانعاشها وتجديد دعوتها وإشعاعها العملي  ، إذ تصدر علىيده الكثير وبلغت دعوته معظم بلاد إفريقية والمغرب الأقصى وتخرج من مدرسته العلمية والسلوكية الكثير من العلماء والمشائخ منهم الموجود الآن ومنهم من قضى نحبه ، وبنى المساجد في الكثير من البلاد وأعمرها بحلق الذكر ورفع الأذان وإقامة الصلوات وتعليم العلوم الشرعية وفق المنهج الكنتي والمدرسة الشنقيطية من فقه مالكي وعقيدة أشعرية وطريقة جنيدية ، بعيدا عن ساحة الغلو والتطرف الديني والاجتماعي والسلوكي أيضا .

وأشيد ثانيا بالدور الذي لعبته المدرسة الكنتية في غرب أفريقيا وشرقها بل وفي أصقاع المعمورة من نشر تعاليم الدين الإسلامي الوسطي المتعدل الذي رغب الناس في دخوله على يد هذه الزاوية بدون قطرة دم جماعات وأفراد بل وبالحكمة والموعظة الحسنة ، هذا لا ينسينا في وجوب الجهاد على المسلمين ولكن شرط توفر شروطه وإذا وجدنا من يدخل الناس الإسلام ويصون لها دماءها وأعراضها وأموالها فنقول حسنا حسنا ، شأنها في ذلك شأن أخواتها من الزوايا الأخرى الصوفية والمدارس التربوية من فاضلية قادرية ن وإبراهيمية تيجانية ، وحموية تجيانية ن وإبراهيمية شاذلية أعني مدرسة شيخنا العلامة الشيخ سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم العلوي ، والقظفية الغزوانية الخلفية الشاذلية ، وكذلك الداودية والمدرسة الصوفية الدولحاجية أي مدرسة الولي الصالح والعالم الزاهد شيخنا لمرابط سيدي محمود ، ومدرسة شيخنا العلامة قطب زمانه الشيخ محمد المامي القادري ، والمدرسة الأحمدية التنواجيوية وزاوية آل بيه المسمومية القظفية ، والمدرسة الصيارية التكماطينية ، والمدرسة الجكنية الصوفية الميابية ، ومدرسة شيخنا محمد غلي الغلاوي القرشي البكري ، وبدون أن أنسى العلامة الشيخ لمرابط الشيخ محمذن فال ولد متالي الذي تخرج من مدرسته سيبوية زمانية يحظيه ولد عبد الودود ولد لمرابط محمد سالم ولد ألمان ، وكذلك المدرسة اليعقوبية أعني مدرسة محمد مولود ولد أحمدو فال اليعقوبي الذي شرب من معين علمه القاصي والداني ، وأعتذر عن من لم يسمح الوقت بذكره وهو كثير خشية الإطالة والكل مشائخنا ولهم من المزية ما لهم .

هذا وإن مسلكا ينتج أمثال شيخنا الشيخ سيد أمحمد الكنتي الكبير ، والشيخ سيد أحمد البكاي ، وشيخنا وقدوتنا الشيخ سيدي المختار الكنتي ، وابنه الشيخ سيد محمد والشيخ أحمد ولد آدبه الغني عن التعريف في وسط هذه الزاوية ، وأخوه سيديا صاحب البيتين التربويين ومدرسة الشيخ سيد بونعامة في السنغال التي أفادت وأجادت في المجال :

لنا الفخر لا بالمال والعز لابه
لنا الناس ملكناهم من ملكيهم

 

إذا صانه الأنذال للعز والفخر
ونحن له طوع الأوامر والزجر

 

 وشيخنا الشيخ سيد أحمد ولد التار الكني ، والشيخ محمد حبيب الله ولد مايابي والشيخ سيد عبد الله ولد الحاج إبراهيم والشيخ محمد المامي والشيخ سيد الأمين الحبيب الجكني ، والشيخ محمد المختار ولد أمباله وابنه الشيخ أمحمد بن الشيخ محمد المختار ولد أمباله التيشيتي القرشي ، وأمثال الشيخ ماء العينين ، والشيخ سيد محمد التاكنيتي ، والشيخ سيدي الكبير وابنه الشيخ سيد محمد ، والشيخ أحمدو بمبه ، والشيخ أحمد أبي المعالي والشيخ الحضرامي .

ومن المجاهدين الشريف سيدي ولد مولاي الزين محمد المختار ولد الحامد الكنتي الوافي ، ثم البكري والشيخ  ماء العينين وأمثالهم كثير كثير لحري أن يتبع وأن يسلك نهجه  وأن تشد الرحال إلى مدارسه وأن تقام الندوات لتخليده وترسيخه والتحلي بسلوكه واتباعه .

أولئك آبائي فجئني بمثلهم
 

 

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

 

وقبل أن أنهي كلمتي هذه اشكر الحكومة الموريتانية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز حفظه الله ورعاه وأحمد مسعانا ومسعاه ، على اهتمامه بهذا النوع من التظاهرات الثقافية والعلمية وما ذاك إلا حرصا منه على صيانة القيم الوطنية وتقوية الروابط الاجتماعية بين أبناء هذا الوطن المجيد كي تبقى موريتانيا موحدة محصنة فكريا خالية من أنواع التطرف والغلو الفكري باقية على منهجها الأصيل من فقه مالي وعقيدة أشعرية وطريقة جنيدية ، راجين من الله العلي القدير لنا الأمن والاستقرار والرقي والازدهار وللبلاد الإسلامية والعربية جمعا وأن يوفق قادتنا إلى ما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أخوكم الشيخ  محمد يحظيه ولد شيخنا ولد يب ولد التار"

 

 

زاوية الشيخ سيد أحمد بن التار الكنتي