الإشعاع تنشر مقابلة منتانه بنت لمرابط مع موقع الصحراء

أجرى موقع الصحراء مقابلة خاصة مع مديرة تلفزيون "دافا" منتانه بنت لمرابط كشفت فيها النقاب عن مسيرة عملها والمراحل التي مهدت لانطلاقة التلفزيون، حيث استعرضت خياراتها الشخصية في المجالات الإعلامية والثقافية والفنية وغيرها.

 

وفيما يلي نص المقابلة:

 

 

مركز الصحراء: ما الذي جعلك وأنت الفتاة تدخلين عالم الاعلام المرئي والمسموع رغم حداثة التجربة والإمكانيات، ولم يلج هذا المجال من هم أكثر وسائل وتجربة.

منتان بنت لمرابط: دخولنا هذا المجال لم يكن وليد الصدفة، وإنما نبع عن  قناعة ودراسة شاملة، حيث تخصصت أكاديميا في الإعلام وبدأنا مشروع الوكالة الإعلامية دافا خطوة بخطوة في سنة2001 من خارج موريتانيا ثم من داخل البلد سنة 2004 بإنشاء مكتب  دراسات DAVA conseilمتخصص في الدراسات الإعلامية وبعد فترة تطور المشروع من مكتب دراسات إلى وكالة إعلامية متكاملة تضم قسما للدراسات وقسما للإعلانات، وقد حققنا من خلال هذهالوكالة الإعلامية الكثير من التجارب، ودخلنا السوق الوطنية والإقليمية، وأتاحت لنا العمل مع شركاء عالميين، ثم قررنا بعد ذلك أن نخوض تجربة الإنتاج  السمعي البصريسنة 2008 من خلال برامج تلفزيونية ووثائقية وبعض السهرات الثقافية، ثم أنشأنا تلفزيونا عبر الانترنت يسمى DAVA web tvكان هو الأول من نوعه في المنطقة وبمسطرة برامج متنوعة، وقد استعملنا تقنية streamingمسجلة في الخارج، وقد لاقت هذه التجربة تجاوبا كبيرا من مختلف البلدان وبسرعة لم نكن نتوقعها، إلا أننا لاحظنا أن المتلقي من داخل البلاد يجد صعوبة في تحميلها نظرا لضعف الإرسال، فكان الحل في محاولة البث الأرضي، وقمت باستشارة أحد الأساتذة الجامعيين ممن تعلمت على أيديهم، وبعد دراسة وبحث قدمنا طلبا للإذن بإعادة بث محتوى القناة أرضيا على مستوى نواكشوط وضواحيها كتجربة نموذجية لما قبل القانون السمعي البصري، وتجدر الإشارة إلى أن الإذن المذكور كان رقم 32 نظرا إلى أن الوزارة كانت قد منحت سابقا وعلى مر السنين ما يزيد على الثلاثين إذنا لقنوات أجنبية عبر سفاراتها لإعادة بثها أرضيا وكذلك كان قد منح لوكالة وطنية هي الأخرى لإعادة بث باقة قنوات تمثلها محليا.

 

مركز الصحراء: بعد هذه التجربة والرحلة الطويلة من الخارج والعودة إلى الوطن وانتقال مشروعكم من مرحلة إلى أخرى؛ ما هي أهم الصعاب التي واجهتكم في ولوج الخبر وكذلك الضغوط التي تعرضتم لها؟

منتان بنت لمرابط: الصعاب التي تتعلق بالولوج إلى الخبر لا تعنينا كوكالة إعلامية لا تمتهن الخبر، أما الضغوط والصعاب الأخرى فهي طبيعية في كل مسيرة نجاح، وعموما رؤيتنا هي الأخذ بزمام الأمور والجد في العمل وعدم الاتكال على الغير. ولكن للأمانة لا أذكر أننا واجهنا صعابا من ناحية المعاملة الإدارية؛ علما أنه قد مر علينا العديد من الإدارات والوزراء كانوا جميعا على مستوى من المسؤولية والمهنية، وهنا أذكر على سبيل المثال التلفزة الوطنية حيث قمنا بأعمال عديدة مشتركة وأنتجنا معا برامج كثيرة مشتركة وخاصة تم بثها عبر التلفزة الوطنية وقنوات أخرى وكذلك أنتجت دافا العديد من البرامج لعدة مؤسسات إقليمية.

 

مركز الصحراء: بعد حصولكم على الرخصة ما هي الآفاق لديكم لولوج البث الفضائي وليس الأرضي؟

منتان بنت لمرابط: أريد التصحيح فالرخص المذكورة ليست معنية بالبث الفضائي وإنما هي مخصصة للبث الأرضي، فهذا لبس يقع فيه الكثير إلا أنها تمنح إمكانية البث الفضائي وقد أنشأت الدولة شركة للبث ستتولى الإرسال عبر الأقمار الصناعية وكذلك أرضيا.

 

مركز الصحراء: معنى هذا أنكم الآن أصبحتم تتوفرون على الكادر البشري والفني والتجهيزات التي تمكنكم من دخول هذا المجال بطريقة تنافسية؟

منتان بنت لمرابط: نحن لدينا طاقم صحفي درس الإعلام من الناحية الأكاديمية وله تجربة ميدانية لا بأس بها وما زلنا نحتاج للزيادة، وقد علمتنا التجربة أن السوق المحلي ما يزال ناشئا مما يلزم توخي الحذر من ناحية الاستثمار، إلا أننا وإن كانت مجازفة استثمرنا في أجهزة متطورة وحديثة كالتي تستعمل في أكبر القنوات مثلا ولدينا طاقم صحفي وفني لا بأس به وعلى كل التجربة موجودة وإن كانت متواضعة والإرادة موجودة وسنعمل إن شاء الله وفق الضوابط  الفنية والقانونية والأخلاقية وسنحرص على جودة المادة التي سنقدمها خصوصا أن البث الفضائي يعتبر امتحانا إذ أنه بوابة تصل بجمهور عالمي اعتاد على متابعة قنوات عالمية ذات قدرات هائلة، وبالتالي فإننا نحرص كل الحرص على نجاح تجربتنا من خلال الجودة في الإنتاج والبرامج لأننا نعتبر أن نجاحنا هو نجاح لموريتانيا وأن انطلاقتنا عبر الفضاء تعتبر سفارة موريتانية على المستويين العربي والعالمي.

 

مركز الصحراء: بعد هذه التجربة الغنية كيف تقيمين الاعلام في موريتانيا السمعي البصري والالكتروني؟

منتان بنت لمرابط: أحيى التجربة الموريتانية بشقيها وأعتقد أن الاعلام الموريتاني حقق نجاحات عظيمة تستحق التهنئة، لأن الإعلام بشكل عام في موريتانيا انطلق بوسائل بدائية وخبرات متواضعة ومرتجلة، ولكنه أعطى نماذج جد مهمة لا يسعني إلا أن أثمنها وقد استطاع الإعلام الموريتاني خاصة الالكتروني منه صناعة الرأي وفرض نفسه كأمر واقع في وهذا شيء عظيم، وأنا أقدر بل وأفخر بهذا النجاح للإعلام الموريتاني بجميع أطيافه البصري حيث برزت أقلام وكتاب ومواقع ومؤسسات صارت مرجعية ولها حضور متميز جدا وخلاصة القول أنها تجربة غنية وقوية تستحق التقدير والاحترام.

 

مركز الصحراء: ما هي الشخصية الثقافية التي أثرت في نفسك؟

منتان بنت لمرابط: الثقافة عندنا في موريتانيا مربوطة بالدين وأعتقد أن علماءنا مزجوا ما هو ثقافي وديني وقربوا الكثير من المفاهيم الدينية بطرق ثقافية وأدبية متميزة وأذكر من هؤلاء العلماء مع احترامي للجميع العلامة الراحل: محمد سالم ولد عدود رحمه الله وكذلك العلامة حمدا ولد التاه والعلامة محمد الحسن ولد الددو فهؤلاء ضربوا أروع الأمثلة في هذا المجال ولهم مكانة خاصة في نفسي.

 

مركز الصحراء: ما هي الشخصية الإعلامية الوطنية التي أثرت فيك

منتنان بنت لمرابط: كنت أقرأ كثيرا لحبيب ولد محفوظ المرحوم ومعجبة جدا بكتاباته وكذلك إحدى الكاتبة با مريم هليب وطبعا أستاذي الكاتب والباحث الدكتور السيد ولد اباه ومن الصحف أقرأ شي ايلوح افش الالكترونية فأنا أجد أن لها نكهة ممتعة وأسلوبا متميزا.

 

مركز الصحراء: ما هو الفنان الذي تستمعين له؟

منتان بنت لمرابط: أستمع لديمي بنت آب كثيرا وهي فنانتي المفضلة أسأل الله لها الرحمة والغفران مع أني أستمتع بالفنون جميعها وبالموهبة حيث كانت إلا أن المرحومة ديمي كانت مدرسة للفن الجميل الملتزم، وقد كانت وستظل صرحا فنيا موريتانيا لا تمكن منازعته.

 

مركز الصحراء: ما هي الشخصية السياسية التي تنال اهتمامك؟

منتان بنت لمرابط: ليست لدي اهتمامات خاصة في المجال السياسي إلا أني مهتمة جدا بالإعلام السياسي وأنا حاليا أحضر لماستر في الإعلام السياسي في المملكة المغربية وأرى أن الساحة السياسية في بلدنا تزخر بالسياسيين المقتدرين بمختلف مشاربهم.

 

مركز الصحراء: ما هي الوجبة المفضلة لديك؟

تبتسم بحياء وتفكر بتردد وتنزعج بمرونة وتجيب على مضض وبعد تهرب باحت بأن وجبتها المفضلة تلك التي كانت تطعمها إياها جدتها ضحى، وهي خليط من لحم صغار الضأن وخضرة الكوز (لباش) مضاف إليها القليل من التمر  فهذه الوجبة لذيذة وأستطيبها كثيرا، لأن فيها نكهة الجدات ولذاذة الطعم وتذكر بأيام الصبا وأما باقي الوجبات فأنا أحبذ دائما الذوق الرفيع في كل شيء وخاصة في التغذية.

 

مركز الصحراء: بم تختم منتان يومها الاستماع لموجز قراءة مجلة الاتصال على صديق؟

أختم يومي بمطالعة كتاب أو جولة على الفضائيات.  

وفي الأخير أشكر مركز الصحراء على اهتمامه بتجربتنا المتواضعة وأتمنى له المزيد من النجاح والتميز.