بدر الدين يدعو إلى جبهة وطنية تضم التيارات اليسارية والقومية والليبرالية "المستنيرة" و"الطبعة الموريتانية" من الإخوان

دعا السياسي اليساري الموريتاني محمد المصطفى ولد بدر الدين في مقابلة مع "مورينيوز" إلى وحدة القوى اليسارية والقومية (العربية والزنجية) والاسلامية، والليبرالية "المستنيرة" من أجل إنقاذ موريتانيا من "قبضة العسكر والدعوات العنصرية".

وقال ولد بدر الدين إنه يدرك صعوبة ذلك "لأن التاريخ ظل يطاردنا"، لكنه أكد أن " اليسار يضمنا مع القوميين ناصريين، وبعثيين، والمنطلقات الأيديولوجية واحدة مع وجود تمايز وخصوصيات".

وأشار إلى " أننا كلنا دعاة إصلاح"، مؤكدا أهمية تحالف بين القوى الوطنية بما فيها " النسخة الموريتانية من جماعة الإخوان المسلمين التي بيننا وإياها "تجاور في الطرح".

وقال إن "إخوان موريتانيا" لا يتسمون "بالغلو الموجود لدى الإخوان المسلمين" في العالم، ويتحدون مع اليسار الواسع في الطرح ضد الإمبريالية. وهم أيضا يطرحون موضوع العبودية، ويدعون إلى حل مشكل الزنوج.

وقال ولد بدر الدين إنه من بين الليبراليين “مستنيرون لهم أفكار تحررية، وهؤلاء قريبون منا".

وأشار بدر الدين إلى أنه انطلاقا من أن موريتانيا بلد متعدد الأعراق والثقافات لا يتصور نجاح عمل لا يضم كل الموريتانين عربا وزنوجا.

ودعا السياسي اليساري إلى تشكيل جبهة وطنية تعمل من أجل إرغام الرئيس محمد ولد عبد العزيز على الرحيل سلما، وإقامة نظام ديمقراطي “حقيقي" يصون الحريات العامة والفردية ويوزع الثروة بعدالة بين الموريتانيين بدلا من تركيزها " في يد قلة" ما يمنع الغالبية من تحقيق العيش الكريم.

وقال إنه من سمات النظام المطلوب أيضا أن يكون " خاليا من العبودية والعنصرية"، وفيا للتراث الديني والثقافي للشعب الموريتاني ، منفتحا في الوقت ذاته على العلم والتكنولوجيا".

ومن سمات النظام الذي يدعو بدر الدين الجبهة المقترحة إلى العمل من أجله أن يكون "مرتبطا عضويا بالأمة العربية، وفي مقدمة نضال إفريقيا والعالم الثالث".

وقال إن العرقلة أمام تحقيق هذا الهدف هو نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي هو "ترجمة لمصالح الفئات الإقطاعية واستمرار غير موفق للدكتاتوريات العسكرية" على حد قوله.

وأشار إلى أنه من أجل "التقدم نحو النظام الذي ذكرت لا بد من التخلص من نظام ولد عبد العزيز سلما وبعيدا عن الانقلابات والعنف".

وقال " لا نخفى أننا نريد التخلص من ولد عبد العزيز، لكن عن طريق صناديق الاقتراع، ولذا فنحن من دعاة الحوار حول شروط توافقية للانتخابات".

وانتقد بدر الدين "تحكم النظام القائم في الإدارة والمال وكل ما له صلة بالانتخابات"، داعيا إلى أن " يتغير ذلك".

وحول التعامل مع جماعات فئوية مثل " حراك لمعلمين ( الصناع التقليديون)، وحركات "الحراطين" ( عرب سمر تعود أصول بعضهم إلى عهود الاسترقاق) قال ولد بدر الدين إن المطلوب هو مساعدة هذه الحركات "حتى تصل إلى مبتغاها".

وقال : "هذه الحركات في بدايتها ككل الحركات تلجأ إلى نشاطات طائشة، وتكون أحيانا ضحية لزعماء غير مخلصين وغير نزهاء ، ديماغوجيين، لكن هذا لا يغير من طبيعتها كحركات انعتاق".

وقال إنه " لمنع طغيان الحركات الطائشة ينبغي أن يقود الواعون هذه الحركات لكي لا تكون ضحية".

وحذر ولد بدر الدين من الوقوف ضد مطالب هذه الحركات بحجة تطرف قادتها... هي حركات مشروعة ومطالبها عادلة"، مضيفا أنه "على القوى التقدمية دعمها، لكي لا تنحرف وتفشل".

مورينيوز