مشاركة زاوية الشيخ سيد أحمد ولد التار في المؤتمر الدولي للطريقة القادرية في شمال وغرب أفريقيا
- التفاصيل
- المجموعة: زاوية شيخن التار
-
03 حزيران 2016
- نشر بتاريخ الجمعة, 03 حزيران/يونيو 2016 20:05
- كتب بواسطة: Super User
- الزيارات: 1532
مشاركة زاوية الشيخ سيد أحمد ولد التار في المؤتمر الدولي للطريقة القادرية البكائية في شمال وغرب أفريقيا الذي جرت فعاليته يومي 8 و9 إبريل الجاري قام موقع "وكالة الإشعاع" بالنشر الكامل لمشاركة الزاوية التي جاءت على النحو التالي:
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لطريقه القويم ووفقنا لتمسك بسنة نبيه المصطفى الكريم سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهادي إلى الصراط المستقيم صلى الله عليه وعلى آله الهداة المهديين رضي الله تبارك وتعالى عن جميع صحابته أولي الفضل الجسيم ومن تبعه واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد فإن من فضل الله على عباده أن أنزل شريعته الخالدة الكاملة القويمة على أكمل رسل الله وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأوحى إليه أن يبين للناس بجوامع كلمه ما نزل إليهم فكان في كل أقواله وأفعاله وأحواله هو المبلغ عن ربع والمبين لشرعه والمأمور بإقامة دينه فقال الحق سبحانه وتعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون وقوله سبحانه وتعالى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحيى},
لقد كان عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما يكتب كل شيء يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهته قريش عن ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له (اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق أخرجه الحاكم وصححه وأمر صلى الله عليه وسلم المسلمين في حجة الوداع للتبليغ عنه أمرا عاما فقال وليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع.
وقد فهم المسلمون من هذه النصوص الواضحة الصريحة وغيرها أنهم مطالبون بحفظ كل ما أثر عن رسول صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقرير ففعلوا ذلك على الوجه الصحيح.
وكان من ذلك حفظ مقام التصوف الذي هو مقام الإحسان في حديث جبريل عليه السلام الذي جاء يعلم الأمة دينها فالإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وظل العارفون بالله السائرون إلى مقامات إياك نعبد وإياك نستعين يتنافسون في نيل أعلى الدرجات والمراتب في هذا الشأن وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومنهم شيخنا وإمامنا وإمام طريقتنا العارف بالله الشيخ سيد أحمد البكاي الكنتي وإخوانه أمثال الشيخ محمد لفظ الداودي والشيخ محمد فاضل بن مامين والشيخ محمد المامي والمجاهد الشيخ أحمدو بمب والعالم الداعية ومنهم العلامة الشيخ سيدي عبد الله الحاج إبراهيم وغيرهم السائرون إلى الله على هدى من ربهم ورضوان.
وإن كان لا بد من الاختصار لضيق المقام فإنه لايجب علي أن أعرج في كلمتي هذه إلى موضوع الندوة الذي اتخذ من التصوف حرزا وأمانا وسيفا مسلطا على التطرف، حيث إن التطرف هو حظ النفس والشيطان وقال تعالى: {إن النفس لأمارة بالسوء وقال تعالى {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} وإن كان من البديهي أن الذي أفنى نفسه و ذاته في حب خالقه لم يعد للشيطان ولا للنفس عليه من سبيل، فالصوفي هو الذي أوكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى وألقى إرادته ومشيئته إلى خالقه وبارئه فكان محبا لخلق الله لما يرى فيهم من قدرة خالقهم وقدرته عليهم فهو القاهر والمدبر وهو على كل شيء قدير {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
فالتصوف هو طريق المحبة والرأفة بالمؤمنين والتخلق بأخلاق الرسول الكريم وتمثلها خلقا وخلقا والعض على أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله بالنواجذ وامتثال وصف الله له سبحانه وتعالى لقوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العيظم}.
فإن أحوج ما يكون إليه الناس اليوم هو هذه الرحمة والرأفة بالمؤمنين كما كان صلى الله عليه وسلم في أحلق الأوقات وأعظم الموالفق بعد أن تكالب أهل الباطل على الدعوة وعز النصري وقل المواسي والخليل جاء المدد من الله سبحانه وتعالى يختبر الحليم أن اطبق الأخشبين على المارقين والمتطرفين من أهل مكة إلا أنه صلى الله عليه سلم أبا ذلك عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله فكان كما أراد صلى الله عليه وسلم.
بأبي وأمي أنت يا رسول الله ما أرحمك وما أكرمك وما أرأفك.
أيها الحضور الكريم إن موضوعنا اليوم يفتح آفاقا واعدة لأمتنا كي ترتد ردا جميلا إلى معين دينها الصافي والتمسك بأخلاق نبيها الكريم وتنفض الغبار عن مدرسة الجنيد في علم السلوك والحقيقة لتنهض من جديد وتقهر دعاة الفتنة والتطرف وتنير الدرب للعالم ككل كما كانت رسالة نبيها الخاتم لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
ولنجعل من شعار مؤتمرنا هذا دعوة انطلاق ونهوض بالأمة الإسلامية جمعاء ورفع راية الحق حتى يرث الله الأرض ومن عليها غير متخاذلين ولا مبدلين {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .