مشاركة زاوية الشيخ سيد أحمد ولد التار في المؤتمر الدولي للطريقة القادرية في شمال وغرب أفريقيا

 

 

مشاركة زاوية الشيخ سيد أحمد ولد التار في المؤتمر الدولي للطريقة القادرية البكائية في شمال وغرب أفريقيا الذي جرت فعاليته يومي 8 و9 إبريل الجاري قام موقع  "وكالة الإشعاع" بالنشر الكامل لمشاركة الزاوية التي جاءت على النحو التالي:

سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لطريقه القويم ووفقنا لتمسك بسنة نبيه المصطفى الكريم سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهادي إلى الصراط المستقيم صلى الله عليه وعلى آله الهداة المهديين رضي الله تبارك وتعالى عن جميع صحابته أولي الفضل الجسيم ومن تبعه واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

وبعد فإن من فضل الله على عباده أن أنزل شريعته الخالدة الكاملة القويمة على أكمل رسل الله وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأوحى إليه أن يبين للناس بجوامع كلمه ما نزل إليهم فكان في كل أقواله وأفعاله وأحواله هو المبلغ عن ربع والمبين لشرعه والمأمور بإقامة دينه فقال الحق سبحانه وتعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون وقوله سبحانه وتعالى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحيى},

لقد كان عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما يكتب كل شيء يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهته قريش عن ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له (اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق أخرجه الحاكم وصححه وأمر صلى الله عليه وسلم المسلمين في حجة الوداع للتبليغ عنه أمرا عاما فقال وليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع.

وقد فهم المسلمون من هذه النصوص الواضحة الصريحة وغيرها أنهم مطالبون بحفظ كل ما أثر عن رسول صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقرير ففعلوا ذلك على الوجه الصحيح.

وكان من ذلك حفظ مقام التصوف الذي هو مقام الإحسان في حديث جبريل عليه السلام الذي جاء يعلم الأمة دينها فالإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وظل العارفون بالله السائرون إلى مقامات إياك نعبد وإياك نستعين يتنافسون في نيل أعلى الدرجات والمراتب في هذا الشأن وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومنهم شيخنا وإمامنا وإمام طريقتنا العارف بالله الشيخ سيد أحمد البكاي الكنتي وإخوانه أمثال الشيخ محمد لفظ الداودي والشيخ محمد فاضل بن مامين والشيخ محمد المامي والمجاهد الشيخ أحمدو بمب والعالم الداعية ومنهم العلامة الشيخ سيدي عبد الله الحاج إبراهيم وغيرهم  السائرون إلى الله على هدى من ربهم ورضوان.

وإن كان لا بد من الاختصار لضيق المقام فإنه لايجب علي أن أعرج في كلمتي هذه إلى موضوع الندوة الذي اتخذ من التصوف  حرزا وأمانا وسيفا مسلطا على التطرف، حيث إن التطرف هو حظ النفس والشيطان وقال تعالى: {إن النفس لأمارة بالسوء وقال تعالى {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}  وإن كان من البديهي أن الذي أفنى نفسه و ذاته في حب  خالقه لم يعد للشيطان ولا للنفس عليه من سبيل، فالصوفي هو الذي أوكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى وألقى إرادته ومشيئته إلى خالقه وبارئه فكان محبا لخلق الله  لما يرى فيهم من قدرة خالقهم وقدرته عليهم فهو القاهر والمدبر وهو على كل شيء قدير {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

فالتصوف هو طريق المحبة والرأفة بالمؤمنين والتخلق بأخلاق الرسول الكريم وتمثلها خلقا وخلقا والعض على أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله بالنواجذ وامتثال وصف الله له  سبحانه وتعالى  لقوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العيظم}.

فإن أحوج ما يكون إليه الناس اليوم هو هذه الرحمة والرأفة بالمؤمنين كما كان صلى الله عليه وسلم في أحلق الأوقات وأعظم الموالفق بعد أن تكالب أهل الباطل على الدعوة وعز النصري وقل المواسي والخليل جاء المدد من الله سبحانه وتعالى يختبر الحليم أن اطبق الأخشبين على المارقين والمتطرفين من أهل مكة إلا أنه صلى الله عليه سلم أبا ذلك عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله فكان كما أراد صلى الله عليه وسلم.

بأبي وأمي أنت يا رسول الله ما أرحمك وما أكرمك وما أرأفك.

أيها الحضور الكريم إن موضوعنا اليوم يفتح آفاقا واعدة لأمتنا كي ترتد ردا جميلا إلى معين دينها الصافي والتمسك بأخلاق نبيها الكريم وتنفض الغبار عن مدرسة الجنيد في علم  السلوك والحقيقة لتنهض من جديد وتقهر دعاة الفتنة والتطرف وتنير الدرب للعالم ككل كما كانت رسالة نبيها الخاتم لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

ولنجعل من شعار مؤتمرنا هذا دعوة انطلاق ونهوض بالأمة الإسلامية جمعاء ورفع راية الحق حتى يرث الله الأرض ومن عليها غير متخاذلين ولا مبدلين {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

الزوايا الصوفية في موريتانيا إشعاع علمي حضاري في وجه موجة التطرف والغلو (زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي نوذجا)

موقع الاشعاع يعيد نشرمقا بلة الشيخ محمديحظيه ولدشيخنا ولدالتارمع موقع الحرية.

الحرية.نت زاوية الشيخ سيدي أحمد ولد التار الكنتي  هي إحدى ركائز التصوف والتعليم المحظري الشنقيطي الوسطي في موريتانيا تقع على بعد عشرة كلومتر على طريق الأمل غرب مقاطعة تمبدغة في الحوض الشرقي.
وقد تأسست قبل ستة قرون وتعتبر فرع من زاوية الشيخ سيد أحمد البكاي الكبير.
تعمل هذه الزاوية على التربية الروحية وتزكية الأنفس وتعليم العلوم الشرعية، و يمتد إشعاع هذه الزاوية إلى غرب إفريقيا، كما أن لها موردين من النيجر ومالي والمغرب والسينغال وبقية الدول الإفريقية وحتى بعض الدول الأوروبية والآسيوية.
تدرس الزاوية على منهج المحظرة الشنقيطية القرآن الكريم وعلومه والفقه المالكي على نهج المدرسة البكائية.
وتوفر المحظرة  الإقامة والرعاية الصحية لطلابها، وتعمل على توفير كل  الظروف المناسبة لتمكين طلبة العلم من دراسة العلوم الشرعية في جو ملائم،  كما أن المحظرة تحرص كل الحرص على متابعة طلابها والسهر على راحتهم وضمان تزكية نفوسهم وتعليمها وفق المنهج العلمي الوسطي.
يوجد بين طلاب المحظرة مجموعة طلاب من مختلف الجنسيات يأتي جلهم في سن مبكرة ويمكث في المحظرة حتى يبلغ سن الرشد ومن بينهم من يستقر ويفني عمره في الزاوية.
تعتبر هذه الزاوية  حلقة وصل بين مدارس التصوف في كل من المغرب العربي وغرب أفريقيا،  وتجمع زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي  بين سمات وخصائص التصوف بصبغتيه العربية والأفريقية في آن واحد.
ومن بين خصائص الزاوية التي تتميز بها الزاوية هي إقامة حلق الذكر التي تبدأ قبل الصلوات، فيما يتم أداء الأوراد بعد الصلاة.
وكذلك تخصيص وقت للدروس التوجيهية والجلسات العلمية فيتم تخصيص الوقت ما بين صلاة الظهر والعصر لهذه الدروس التوجيهية تتناول جميع القضايا والميادين وكل ما يهم الناس والإجابة على الاستشكالات الفقهية التي يطرحونها.
وتعمل الزاوية على تحصين الأجيال من الأفكار الشاذة والمتطرفة وتعتمد في سبيل ذلك على مناهج تدريسها وتراثها بالإضافة إلى حلقات الذكر والجلسات  التوجيهية والدروس العلمية  المتواصلة  التي تتخللها ندوات فكرية  حوارية يفتح  فيها شيخ الزاوية  الحوار مع الطلاب والموردين لرفع اللبس والإشكال والرد على الأسئلة المطروحة في بعض القضايا الفكرية من أجل حماية الناس والشباب خاصة من التطرف والغلو.
كما يوفر شيخ الزاوية مؤونة يومية وإنفاق جاري على ساكنة القرية بشكل دائم بالإضافة إلى الرعاية الصحية.
كما تتوفر الزاوية على مكتبة عريقة تشتمل على خمس مئة  كتاب ومخطوط من مختلف العلوم.
يمكن القول بأن هذه الزاوية خرجت من رحم  الطريقة البكائية نسبة إلى الشيخ سيد أحمد البكاي الكبير ولذلك تعتبر هذه الزاوية وشيخها الشيخ محمد يحظيه ولد شيخن ولد التار  نموذجا نظرا لعوامل الريادة التاريخية والأدوار الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي برهنت على أهمية هذه الطريقة في نشر تعاليم الإسلام الحنيف، وإشاعة قيم التسامح والتقوى والمحبة والإخلاص، ومتشبثة بمنهجها الإسلامي الشنقيطي الأصيل القائم على ثلاثية العقيدة الأشعرية والفقه المالكي والمنهج التصوفي الرباني.
إن الطريقة البكائية القادرية مثلت أداة للتواصل ما بين المغرب العربي والعالم الإسلامي والإفريقي، ورسالة اعتدال ووسطية الإسلام التي جسدتها ومثلتها شخصية الشيخ سيد أحمد البكاي الكنتي التي لعبت دورا هاما ، في تحصين شعوب المنطقة من الانزلاق والميل إلى التطرف، الذي يشكل السبب الأساس لما يعيشه المسلمون اليوم من تشتت وفرقة وتناحر وكراهية وخروج عن الملة.
كما أن  الأدوار الطلائعية الكبيرة التي أسهمت بها الطريقة القادرية البكائية وعلماؤها على مستوى العلم والأدب والإصلاح والتصوف لم تقتصر على منطقة بعينها، بل امتدت إلى مناطق كبيرة من إفريقيا والعالم العربي والإسلامي، وجمع أصحابها الكثير من العلم والصلاح والزهد والتصوف والتربية، بحيث كان يجتمع في الواحد منهم ما يفترق في غيره.أن عطاء المدرسة البكائية القادرية ومنهجها الفقهي التصوفي كان وما يزال معلمة بارزة ومفخرة علمية شامخة، رسمت للدعوة الإسلامية في الفضاء المغاربي الإفريقي منهجا يقوم على مخاطبة الوجدان والشعور قبل الولوج إلى العقل

.

الحرية.نت أجرت مقابلة خاصة مع شيخ زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي، هذه المقابلة تعد هي أول مقابلة للخليفة العام للزاوية مع جهة إعلامية، ولقد خص الشيخ الحرية.نت بالمقابلة.
الحرية.نت تشكر  لكم قبول الظهور معها في مقابلة هي الأولى لكم عبر المنابر الإعلامية.
سنتطرق في حديثنا معكم إلى الزاوية وتاريخ تأسيسها وطرق تدريسها ومنهجها التعليمي وكذا مميزاتها كزاوية صوفية قادرية بكائية شنقيطية.
الحرية.نت: متى تأسست زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: تأسست هذه الزاوية منذ ستة قرون وذلك لأنها فرع وامتداد طبيعي للمدرسة البكائية نسبة للوالد  الشيخ سيدأحمد البكاي الكنتي الكبير.
الحرية.نت : بماذا تتميز هذه الزاوية؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: تتميز هذه الزاوية والحمد لله بالكثير من المميزات العلمية والروحية  لأنها تعمل أولا على تربية وتزكية النفوس وكذلك من مميزاتها مجالس الذكر وتعليم الناس العلوم الشرعية، وهذه الزاوية لها امتداد في الدول الإفريقية والعربية فتتوفر على موردين من المغرب والسينغال والنيجر ومالي والجزائر، كما أن لها موردين من بعض الدول الآسيوية والأوروبية.
وتختص الزاوية بموسم سنوي يسمونه الصوفية "بأيام الزيارة" ويسمى بالدول المجاورة بموسم "القراءة" ويتوافد فيه  موردي الزاوية من كل أنحاء العالم، حيث يقوم الشيخ بإلقاء محاضرات توجيهية وتتواصل في هذه الأيام حلق الذكر والدروس القرآنية وكذا الحديث الشريف والفقه المالكي، تبدأ هذه الأيام أو هذا الموسم من العشر الأواخر من رمضان.
تتميز هذه الزاوية بالمحافظة على الحجاب الشرعي والفصل بين النساء والرجال، وتوفير مطلبات الحياة لسكان القرية جميعا من رعاية صحية وتعليم ...إلخ
تعقد مجالس وحلقات ذكر بشكل دائم حيث يجتمع الطلاب والموردين في مجموعات قرب المسجد تقام فيها تلاوات وإبتهالات ومدائح نبوية متواصلة طيلة الموسم وتتواصل طيلة السنة.
الحرية.نت: هل سبق وزار الزاوية بعض الباحثين أو الإعلاميين؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار:  يصل للزاوية بعض الباحثين والمهتمين بالتراث وذلك من أجل تحقيق بعض المؤلفات والمخطوطات التي تزخر بها مكتبة الزاوية.
الحرية.نت: ماهي طريقة تنظيم الطلاب والموردين داخل الزاوية؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: ينتظم الطلاب والموردين في الزاوية بالإضافة إلى طلاب التزكية في مجموعات منتظمة تتلقى الرعاية ويوفر لها كل سبل الإقامة.
الحرية.نت: هل من كلمة أخيرة عن دور الزاوية وحجم تأثيرها؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: تعتبر الزاوية من أكبر الزوايا في شبه المنطقة ولها امتدادات في معظم الدول من خلال مورديها الذين تعلموا العلم فيها والتزكية وتلقو التربية الروحية وعادوا لبلدانهم بوصفهم أتباع وفروع للزواية القادرية البكائية الشنقيطية.
الحرية.نت: شكرا لكم على الأجوبة الشافية وعلى المعلومات التي خصيتم بها الحرية.نت